ها هي الترارزة — عروس الجنوب ومهد النهر وسلة الوطن الخضراء — تتهيأ في حُلّتها الزراعية البهيّة لاستقبال فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني غدا الخميس ، في زيارةٍ ينتظرها الجميع بشغفٍ يليق بموعدٍ مع التاريخ.
لا خلاف أن هناك معيقات حقيقية تعترض سبيل أي عملية تطهير إداري شامل تستهدف التخلص من الفساد ومرتكبيه. ومن تلك العقبات محاولة بعض المفسدين الاختباء خلف ما يمكن أن نطلق عليه "لعبة التغلغل والمصالح". ولكي تتضح الصورة يجب أن يتم تحديد هذه المصطلحات أولا بأول.
التهم العشر التي وجهها وكيل نيابة محكمة نواكشوط الغربية لرئيس الجمهورية السابق محمد ولد عبد العزيز، لم يقل بأي منها تفتيش لمفتشية الدولة، أو ترد في تقرير من تقارير محكمة الحسابات!
لست وفيا لأي مقهى في نواكشوط. ربما لأن هذه المدينة تنحاز لخيام الشاي أكثر من ساحات المقاهي. لكن بين المقاهي مقهى له رائحة القهوة، ولأن رائحة البن أحبّ إليّ من البن نفسه، كنت هناك قبل يومين.
في زمنٍ تتزاحم فيه المصالح، وتتعالى فيه الأصوات حول الفساد وسوء التسيير، يبرز اسم المهندس الشيخ ولد بده كأحد النماذج النادرة التي تبعث في النفوس الطمأنينة، وتؤكد أن هذا البلد ما زال بخير، وأن في مؤسساته من الرجال من يَصونون الأمانة ويضعون المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
عبد الله ولد سليمان ولد الشيخ سيديا، أو كما يحب كثير من الموريتانيين أن يلقبوه بـ«الوزير»، أحد أولئك الرجال الذين تتحدث عنهم سيرهم قبل أسمائهم، وتدلّ عليهم مسيرتهم قبل مناصبهم. سيرة ذاتية غنية بالتجربة والعلم، متدرجة في مدارج الكفاءة، مترسخة في ميدان الاقتصاد والإدارة، ومُضيئة ببصمة فكرية وإنسانية قلّ نظيرها.
• تشرين الأول / أكتوبر ٢٠٢٥
لم أقابل مناف طلاس في حياتي إلا مرة واحدة، ولم تجمعني به أي اتصالات بعدها، لكنّني، ككثيرٍ من السوريين، أتابع ما يجري في بلدي المنكوب بكل ما تبقّى من وعيٍ ووجع.