حليب الإبل يبعث الأمل لمرضى الربو التحسسي

خميس, 07/10/2025 - 12:12

في خبر قد يُعد بشرى سارة للمصابين بالربو التحسسي حول العالم، كشفت دراسة حديثة عن دور فعّال لحليب الإبل في التخفيف من أعراض الربو وتحسين وظائف الجهاز التنفسي، ما يفتح آفاقًا جديدة للعلاج الطبيعي لهذا المرض المزمن الذي يصيب مئات الملايين.

تجربة علمية مثيرة في كازاخستان

أجريت الدراسة في معهد غولداسبيكوف في كازاخستان، حيث صمّم الباحثون تجربة مخبرية على 30 فأراً خالية من مسببات الأمراض، تم تقسيمها إلى ثلاث مجموعات:

 

مجموعة ضابطة

مجموعة تعرّضت للتحسس بواسطة عث غبار المنزل

مجموعة تلقّت حليب الإبل بالتوازي مع التحسس

ad

وتلقى الفئران جرعات أنفية من مستخلص عث غبار المنزل لمدة ثلاثة أسابيع، تلاها تعرض منخفض للعث كتحفيز إضافي، بينما أُعطي حليب الإبل العربي عبر أنبوب تغذية بكمية 0.5 مل، خمس مرات أسبوعيًا.

نتائج واعدة.. وتحسّن في الاستجابة التنفسية

النتائج كانت لافتة؛ إذ أظهر الفئران التي تناولت حليب الإبل انخفاضًا كبيرًا في فرط استجابة مجرى الهواء والتهاب الرئة، مقارنةً بالمجموعة التي تعرضت للعث فقط. وتم رصد ذلك باستخدام تقنيات دقيقة مثل FlexiVent لقياس كفاءة التنفس، بالإضافة إلى تحليل سائل القصبات الهوائية والأنسجة الرئوية.

ولم يقتصر التأثير على تقليل الالتهاب، بل شمل أيضًا تحسنًا في وظائف الشعب الهوائية، وهو أحد أبرز التحديات التي يواجهها مرضى الربو التحسسي.

كيف يعمل حليب الإبل؟

أوضحت الدراسة أن فعالية حليب الإبل قد تعود إلى تركيبته الغنية بالبروتينات النشطة بيولوجيًا والأجسام المناعية الخاصة، والتي تختلف عن تلك الموجودة في الحليب البقري. وقد لوحظ انخفاض في خلايا Th2 المناعية المسؤولة عن التفاعل التحسسي، إلى جانب تراجع في مستويات السيتوكينات الالتهابية مثل IL-4 وIL-5، والتي تلعب دورًا محوريًا في تفاقم الأعراض.

الحاجة إلى تجارب بشرية

ورغم التفاؤل الكبير، شدّد الباحثون على ضرورة عدم التسرع في تعميم النتائج على البشر، مشيرين إلى أن الجسم البشري قد يتفاعل بشكل مختلف عن الفئران. كما لم تتطرق الدراسة إلى مقارنة تأثير حليب الإبل مع أنواع الحليب الأخرى، مما يترك المجال مفتوحًا لمزيد من الأبحاث السريرية.

خطوة نحو علاج طبيعي وآمن

يأتي هذا الاكتشاف في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى علاجات طبيعية أكثر أمانًا وأقل آثارًا جانبية لمرضى الربو، خاصة مع التزايد المستمر في أعداد المصابين عالميًا. وإذا ما أثبتت التجارب السريرية فعالية حليب الإبل، فقد يتحول إلى مكمل غذائي واعد ضمن خطط علاج الربو، بفضل تأثيره المتوازن على المناعة دون إضعافها.

بينما يترقب العلماء مزيدًا من الأدلة السريرية، يبقى حليب الإبل مادة غذائية تحمل في طياتها إمكانات علاجية مذهلة قد تسهم يومًا ما في تخفيف معاناة الملايين من مرضى الربو التحسسي حول العالم.