أعرف أنني لست مستشارا، ويغلب على ظني أن أمامكم الآن عشرات الخيارات والمقترحات متعددة المرامي والخلفيات لن تترك لكم وقتا للاطلاع على هذه الحروف التي قد لا تصل إلى علمكم أصلا، لكني أرى من واجبي كمواطن أن أكتبها، لعل وعسى!
خلال إشرافه على تخرج الدفعة الأكبر في تاريخ المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء؛ أبان فخامة رئيس الجمهورية عن منعطف جديد في الحياة العامة للبلد؛ وكشف عن اختلالات كبيرة في مفاصل الدولة، وضرب أمثلة حية ليست حصرية لكنها كانت نقاط استفحل فيها الخلل وطغى انتشاره،
بعيدا عن الجدل الحالي الدائر حول فقر البلد من غناه ، وبعيدا عن التعصب والسفسطة ، يمكننا القول أن الإنسان الموريتاني البسيط في غنى عن بصر وبصيرة زرقاء اليمامة لكي يدرك أن أوضاع البلد الراهنة لا تبشر بخير على الأقل ، وقادته في مجال تسيير الشأن العام لا يسيرون مطلقا في الاتجاه الصحيح.
(ملخص عرض منسق هيئة الدفاع في مؤتمرها الصحفي حول الملف يوم 10/3/022).
تنصرم اليوم سنة كاملة على إحالة النيابة العامة وضبطيتها القضائية لملفها ذي الرقم 001/ 2021 أمام القضاء؛ وهو الملف الذي تتهم فيه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز وآخرين بالفساد!
تتوالى الآراء في تعارضها حول ردود رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني على أسئلة وردت إليه من بعض أفراد الجالية الموريتانية في المملكة الإسبانية وبعض القادمين من فرنسا المجاورة في أجواء من الحميمية أرادها بعيدة عن الرسميات في فندق بالعاصمة مدريد.
لا منافحة في أنكم -فخامة رئيس الجمهورية- تدركون جيدا وبعمق، دلالات ومواقع ومدى تأثير كل ما يصدر عنكم من خطابات وألفاظ، فأنتم الخبير المتعلم صاحب الحكمة والخبرة، وليس بمقدورنا نحن -كداعمين معجبين- سوى أن نتفهمه في إطار ما نعلمه ونلمسه فيكم من جدية وإيمان وإرادة في سبيل بناء الوطن والنهوض به.
هذا المقال ليس سوى البداية لسلسلة من المقالات نتناول فيها العديد من المواضيع مثل سياسة الميزانية، والسياسة النقدية، وسياسة الرعاية الاجتماعية، والشركة الوطنية للصناعة والمناجم، والطاقة، إلخ.
يُظهر تحليل الأحداث الجارية في الداخل المالي وعلى حدودها من كل الجهات أننا أمام دولة هشة - تكاد تكون فاشلة - وغير قادرةعلى إنجاز الجزء الأهم من وظائفها السيادية. وذلك لأسباب عِدّة، ليس أقلها غياب سلطة متماسكة تحظى بالحد الأدنى من الشرعية والمشروعية.