لأول مرة في تاريخه.. بطاقة حمراء تلوث مسيرة رونالدو مع البرتغال

جمعة, 11/14/2025 - 09:58

شهدت مباراة أيرلندا ضد البرتغال، التي أُقيمت مساء اليوم الخميس، ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026، حدثًا نادرًا في مسيرة كريستيانو رونالدو، نجم النصر السعودي.

قائد المنتخب البرتغالي بدأ المباراة في التشكيلة الأساسية، لكنه فشل في مساعدة فريقه بأي هدف، ليتأخر في الشوط الأول بهدفين دون رد.

وفي الدقيقة 59، وجه رونالدو ضربة بالمرفق إلى ظهر المدافع الأيرلندي، دارا أوشي، دون كرة، ليسقط الأخير أرضًا ويحتسب الحكم ركلة حرة، مع منح "الدون" بطاقة صفراء.

لكن الحكم تلقّى إشارة من حكم الفيديو المساعد، بوجود احتمالية لتغيير القرار وطرد اللاعب مباشرةً، وهو ما دفع الحكم لمراجعة اللقطة بنفسه.

وبالفعل، عاد الحكم إلى الملعب مُجددًا، ليلغي البطاقة الصفراء، ويُشهر بطاقة حمراء في وجه صاحب الـ40 عامًا، ليترك فريقه منقوصًا من لاعب، وقتما كان متأخرًا (0-2).

وأشارت شبكة "أوبتا" للإحصائيات إلى تعرّض رونالدو للطرد الأول، في مسيرته الدولية مع البرتغال، وذلك في ظهوره رقم 226 مع منتخب بلاده.

طرد يلوّث مسيرة منضبطة

يُعد كريستيانو رونالدو أحد أكثر اللاعبين حضورًا وتأثيرًا في تاريخ كرة القدم الدولية، ولم يقتصر تميّزه على عدد أهدافه القياسي مع منتخب البرتغال، بل امتد أيضًا إلى انضباطه الملحوظ داخل الملعب، رغم طول مسيرته وغزارة مشاركاته.

فرونالدو، الذي خاض 225 مباراة دولية سابقة مع سيليساو أوروبا، يتمتع بسجلٍّ انضباطي استثنائي، قلَّ أن يوجد لدى لاعب هجومي بهذا الحضور والاحتكاك المستمر بدفاعات الخصوم.

وعلى مدار هذه المشاركات، تلقّى النجم البرتغالي 32 بطاقة صفراء فقط، وهو رقم يعكس طبيعة لعبه التي تعتمد على المهارة والسرعة، أكثر من الاندفاعات البدنية الخشنة.

والأمر اللافت أكثر هو أنّ رونالدو قبل مواجهة أيرلندا، لم يتعرّض لأي بطاقة حمراء طوال مسيرته مع المنتخب، وهو أمر نادر بالنسبة للاعب يتواجد بشكل دائم في المناطق الحسّاسة من الملعب، ويتعرّض للرقابة اللصيقة والاستفزازات المتكرّرة.

فوجود لاعب بحجم رونالدو يعني دائمًا احتكاكات، وتدخلات من المدافعين، وقرارات تحكيمية صعبة، ومع ذلك حافظ على التوازن الانفعالي في معظم المواقف، مما ساعده على الاستمرار لأطول فترة ممكنة دون عقوبات تؤثر على وجوده مع الفريق.

وتنوّعت البطاقات الصفراء التي حصل عليها رونالدو عبر البطولات، سواء في تصفيات كأس العالم أو تصفيات اليورو أو نهائيات البطولات الكبرى، مثل كأس أوروبا ودوري الأمم الأوروبية.

ورغم خوضه مباريات مصيرية عديدة، كان انضباطه في الغالب واضحًا، رغم كثرة محاولات استفزازه من المدافعين والجماهير.

كما يُظهر سجلّ الإنذارات أن رونالدو كان لاعبًا منضبطًا تكتيكيًا، يعرف متى يتدخل ومتى يبتعد عن التوتر، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لنجوم الصف الأول، الذين يتحمّلون ضغط الإعلام والجماهير والخصوم.

هذا الاتزان ساعده أيضًا في مواصلة مسيرته الدولية حتى سنوات متقدّمة، دون أن تتعرّض مشاركاته للتهديد بسبب الإيقافات أو الطرد، قبل أن يتورّط في طرد نادر الليلة بعمر 40 عامًا.

وبالنسبة لمنتخب البرتغال، فقد كان التزام رونالدو سلاحًا إضافيًا، إذ ضمن دائمًا وجود هدّافه التاريخي وأيقونته الأبرز في معظم المباريات الكبرى، دون غيابات ناتجة عن قرارات انضباطية. وبذلك، يصبح الإرث الدولي لرونالدو ليس فقط في الأهداف والبطولات، بل أيضًا في الاحترافية العالية التي حافظت على ثباته ضمن التشكيلة الوطنية لأكثر من عقدين.

هكذا، تبرز مسيرة رونالدو الانضباطية مع البرتغال كجزء أساسي من عظمته، مؤكدة أن الأسطورة لا تُصنع بالأهداف فقط، بل بالسلوك داخل الملعب أيضًا.

سيناريو معاكس

وعلى الرغم من الانضباط الكبير الذي أظهره كريستيانو رونالدو خلال مسيرته الدولية مع منتخب البرتغال، بتعرّضه لطرد واحد فقط على مدار 226 مباراة، فإن سجله مع الأندية يبدو مختلفًا نسبيًا، من حيث عدد البطاقات الحمراء.

فقد حصل الهدّاف التاريخي لكرة القدم على 12 بطاقة حمراء، خلال مسيرة امتدّت لأكثر من 1000 مباراة، مع أندية سبورتنج لشبونة ومانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس والنصر، وهو رقم قد يبدو كبيرًا مقارنة برصيده الدولي، لكنه في الواقع يُعد ضئيلًا بالنظر إلى حجم مشاركاته، وطبيعة مركزه الهجومي.

ويأتي الاختلاف بين سجله الدولي - الذي كان ناصعًا البياض قبل مباراة اليوم - والبطولات المحلية من عدة أسباب، أبرزها طبيعة المنافسات مع الأندية التي يكون فيها الاحتكاك البدني مرتفعًا، إضافة إلى سرعة إيقاع المباريات وقوة التحديات، خصوصًا في الدوريات الأوروبية الكبرى مثل الدوري الإنجليزي والليجا. 

وبحكم لعب رونالدو لأكثر من عقد ونصف في أعلى المستويات، فقد واجه مواقف كثيرة كان فيها عرضة للعرقلة أو الاحتكاك، مما زاد احتمالية حصوله على بطاقات حمراء نتيجة ردود فعل انفعالية، أو تدخلات محسوبة بشكل خاطئ.