آمنة المختار… أربعة عقود من النضال من أجل حقوق المرأة في موريتانيا

سبت, 10/25/2025 - 09:29

نشر المكتب الإقليمي للأمم المتحدة لدى الاتحاد الإفريقي (UNOAU) تقريرًا سلط الضوء على المسيرة النضالية للناشطة الموريتانية آمنة بنت المختار، مؤسسة ومديرة رابطة النساء معيلات الأسر في موريتانيا، التي تُعد من أبرز المدافعات عن حقوق المرأة والمساواة في البلاد.

وجاء في التقرير أن بنت المختار كرّست أكثر من أربعين عامًا من حياتها للدفاع عن حقوق النساء والفتيات، في مجتمع محافظ يفرض قيودًا شديدة على حرية المرأة. وأوضح المكتب أن مسيرتها الحقوقية انطلقت منذ سنوات دراستها الثانوية، حين بدأت تدرك حجم التهميش الذي تعاني منه النساء والأطفال، فخاضت معارك من أجل حرية التعبير والعدالة الاجتماعية رغم ما واجهته من اعتقالات وتهديدات وفتاوى بالقتل بسبب مواقفها الجريئة.

وأشار التقرير إلى أن بنت المختار، المولودة في ديسمبر 1956، نشأت في أسرة تقليدية من قبيلة “محاربة”، وتزوجت في سن الرابعة عشرة من رجل ينتمي إلى «الحركة الديمقراطية»، ما أتاح لها المشاركة المبكرة في النشاط السياسي والحقوقي. كما أوضح أنها فقدت والدتها في سن مبكرة، وأن والدها انتقل من معارضة نشاطها إلى دعمه بعد أن أدرك عمق قناعاتها.

وأكدت الناشطة، في حديثها للمكتب الأممي، أن “الدفاع عن حقوق الإنسان جزء من كيانها”، مشددة على التزامها بمحاربة العبودية والعنف والتمييز والعنصرية، ومؤكدة أنها ستواصل رفع صوتها ضد الظلم مهما كانت التهديدات.

وأبرز التقرير الدور الذي تلعبه رابطة النساء معيلات الأسر في تأمين الحماية والدعم القانوني للنساء ضحايا العنف الأسري والجنسي، من خلال شبكة من المحامين ومراكز الإيواء، فضلًا عن حملاتها التشريعية التي بدأت عام 2012 للمطالبة بإصدار قانون يجرّم العنف ضد النساء. وأشار إلى أن مشروع القانون لا يزال قيد الدراسة في وزارة العدل، بانتظار مناقشته في البرلمان.

كما تطرق المكتب إلى جهود الجمعية في توسيع نطاق نشاطها نحو تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الساحل، من خلال التعاون مع منظمات نسائية في خمس دول متأثرة بالنزاعات، وتدريب الشابات على مكافحة التطرف العنيف.

واختتم التقرير بتأكيد أن تجربة آمنة بنت المختار تمثل نموذجًا رائدًا في النضال النسوي الإفريقي، وتجسّد شجاعة المرأة الموريتانية في مواجهة العادات المقيدة والسلوكيات التمييزية، رغم غياب الحماية الرسمية والدعم الحكومي.