بيجل يكتب مدافعا عن ولد مرزوگ : " الابتعاد عن النميمة "

أربعاء, 09/10/2025 - 11:15

قرأت هذه الأيام كتابات يتحدث أصحابها عن أسماء شخصيات سياسية من المرجح بحسبهم أن تحظى بدعم رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. من الطبيعي أن يكو ن لأي  منا ميول الاختيار شخص يرى أنه 
يستوفي المؤهلات الشخصية بغية اقتراحه، نيابة عن الأغلبية الرئاسية. ومع ذلك، أعتقد أن 
مثل هذا القرار من الأهمية بمكان وال ينبغي اتخاذه بشكل فردي، بل بطريقة جماعية، على 
مستوى حزب أو مجموعة من الأحزاب. 

ما لفت انتباهي وأنا أطالع الأسماء المذكورة هو الانتقادات الموجهة إلى أحدهم، ألا وهو السيد محمد سالم ولد مرزوك . لا أعرف إذا كان السبب   نابعا من عداء شخصي أو شعور 
بالحسد أو مرتبطا با الأصول الإجتماعية للمعني. 

على أية حال، كان لي أن تعرفت على هذا المثقف ولإطار الكبير بصورة شخصية وقد اندهشت من إمكانية توجيه مثل هذه المظالم إليه. يصفونه بأنه غير متعلم، ومعقد النفس، 
وناقص الكفاءة، وعديم الشعبية، ومن نسل أسرة حاضنة، إلى غير ذلك . حتى أنهم يرجعون 
طول بقائه في دوائر السلطة إلى ما يسمى سياسة التمييز الإيجابي. وبالمناسبة، أنا شخصيا 

لست من مؤيدي مبدأ التمييز الإيجابي لأن من شأنه أن يؤدي إلى انحطاط في المستوى، 
وبالتالي يضر بطبقات السكان التي من المفترض أن يخدمها . 

وفي المقابل، أشاد أصحاب الكتابات ببعض الأطر من مجتمع البيظان الخظر، مثل مسعود ولد بولخير، اصغير ولد امبارك، محمد ولد ابيليل، محمد ولد حيمر، سيدي ولد سالم، بوبكر 
مسعود، بلال  ولد ورزغ، محمد ولد بلال ، عاشور ولد صمب، الشيخ أحمد ولد الزحاف 
وأنا شخصيات. بقي فقط أحمد خيرو وسيد محمد الناجي خارج القائمة. ولا بد لي من التأكيد 
على أن هؤلاء الأطر شغلوا مناصب عليا في الدولة، ليس لأنهم من البيظان الخظر، بل
ألنهم تخرجوا من مدارس مرموقة داخل البلاد أو خارجها ومعظمهم في الرتبة الأولى أو 
الثانية من دفعاتهم، ومن بين هؤلاء محمد سالم مرزوك . 

 

هذا الإطار الكبير لم يكتفى باالتفوق عند تخرجه، بل نجح أيضا بفضل مثابرته في الحصول
على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية. وقد كانت له مسيرة مهنية ناجحة في الإدارة ما 
زال يحظى فيها، عكس ادعاءات منتقديه، بتقدير واسع لدى القيادة، ما يفسر بقاءه المتواصل
في مراكز القرار، كما يحظى بالاحترام بين مرؤوسيه. إنني على اطالع بالأمر كوني خلفته 
على رأس وزارة الصحة، مثلما كان قبل ذلك خليفتي في مفوضية الأمن الغذائي. 

 

إن القول بأن مرزوك لا يتمتع بقاعدة شعبية هو تجاهل لحقيقة أنه سيطر علي بلدية الميناء الكبيرة لعقود من الزمن. كما أن وصف عائلته بأنها كانت محض حاضنة هو استهزاء بالدور البارز الذي لعبه والده بين أعيان مدينة كيفه.

الأصح هو أن والده كان وكيل لتلاميذ يسكن أهاليهم في الأحياء  الريفية، وهي نفس الحال    
  بالنسبة لي في ثانوية روصو مع المرحوم ساموري ولد بيه ، والي اترارزه انذاك و المرحوم أجيد ولد مولاي ، مسؤول في المجموعة المحلية .

 

من يصف ولد مرزوك بالمعقد لا يعرف عنه الكثير، فهو فخور جدا بنسبة ، وفوق ذالك يعرف كيف يقول لا عندما يحصل الأمر علي موافقته. كنت رئيسا للجنة حوض نهر السنغال  وحضرت ذات مرة مناقشة قام فيها المشاركون بتقييم أداء مفوضي منظمة استثمار نهر السنغال المتعاقبين. وقد اتفقوا علي أن مرزوك هومن أحدث ثورة في المنظمة ،حيث تم إنجاز أكثر الأشغال في عهده .وليس من قبيل الصدفة أن أحد رؤساء دول المنظمة، وليس أقلهم شأنا، اطلق عليه لقب <<أفضل إطار في إفريقيا <<.
يقول الذين يسيئون محاكمته إنه ليس فصيحا وإنه يتلعثم.  التأتأة ظاهرة طبيعية، وفي حالته لا تؤثر بأي شكل من الأشكال علي مهارات التواصل لديه .ودليل ذالك المدخلات و الخطابات والمقابلات المتعدد التي يعبر فيها ببلاغة و دبلوماسية، جوهريا وشكليا،عن مواقف بلاده من القضايا الدولية الكبري.
لاتذهبو للظن أنني ادافع عن مرزوك الأسباب أو علاقات معينة .فهو لم يشاركني النشاط النضالي داخل حركة الحر ،وعندما انضم الي الحزب الذي كنت فيه ، لم يحدث ابدا أن انتمينا الي نفس المجموعة. إذا كنت ذهبت للدفاع عنه ،فذالك ببساطة لأ نني احسب من واجبي الدفاع عن أي إطار رفيع المستوي في البلاد اعتبر أنه قد تعرض للإهانة ظلما.

 

بيجل ولد هميد