للثأر فصول أخرى.. السحر البرتغالي سلاح جيسوس لتصفية الحسابات

خميس, 08/21/2025 - 11:54

في عالم كرة القدم، لا تُمحى الهزائم بسهولة، ولا تُنسى الندوب سريعًا، وبين دفاتر الذاكرة، يحتفظ البرتغالي جورجي جيسوس بصفحة لم تُقلب بعد، كتبها أهلي جدة بالحبر الأحمر، ويريد مدرب النصر تمزيقها في ليلة نهائي السوبر السعودي بعد غدٍ السبت.

جيسوس، العاشق للتفاصيل والهاوي لردّ الصاع صاعين، يدخل نهائي السوبر وهو لا يبحث فقط عن اللقب، بل عن الثأر، وإعادة هيبته أمام خصم أذاقه مرارة الخروج سابقًا.

مواجهة النصر والأهلي، ليست مباراة نهائية فحسب، بل موعد لتصفية الحساب، بلغة البرتغالي التي لا تقبل النسيان ولا تُجيد التسامح فوق العشب الأخضر.

بداية مذهلة

دشن النصر بدايته تحت قيادة جيسوس بمستوى مذهل، حيث نجح في إقصاء اتحاد جدة، بنتيجة (2-1)، خلال مباراة كان "فارس نجد" الطرف الأفضل فيها بكل المقاييس.

ويحسب للعالمي أنه تفوق على الاتحاد طولا وعرضا، رغم أنه خاض 65 دقيقة كاملة بعشرة لاعبين، بعد طرد السنغالي ساديو ماني في الدقيقة 25 من الشوط الأول.

لكن رغم ذلك، لم يتراجع جيسوس خطوة، بل ظل يهاجم الاتحاد بشتى الطرق حتى سجل ثنائية في الشوط الثاني، أحدها ألغي بداعي التسلل.

FBL-HKG-KSA-SUPER CUP-NASSR-ITTIHADGetty Images

وبعيدا عن المستوى الفني، فإن أصفر الرياض ظهر بصورة بدنية مذهلة طوال 90 دقيقة، في الوقت الذي تألق فيه الثنائي الجديد المتمثل في جواو فيليكس وإنييجو مارتينيز، بجانب الأسطورة كريستيانو رونالدو.

وعلى الطرف الآخر، تمكن "الراقي" من التفوق على القادسية بشكل كاسح، بتحقيق نتيجة ستظل عالقة في أذهان المشجعين، متمثلة في الانتصار (5-1).

وبالنظر لأحداث المباراة، نجد أن الأهلي كان رحيما بالقادسية بتسجيل 5 أهداف فقط، حيث أهدر العديد من الفرص السهلة التي كانت كفيلة لإنهاء المباراة بكارثة أكبر.

هذه البداية كانت بمثابة إنذار شديد اللهجة لرجال جيسوس، بأن الأهلي لن يكون صيًدا سهلاً في المباراة النهائية، بل يرغب هو الآخر في خطف اللقب.

الانتقام الأول

 

فوز النصر على الاتحاد لم يكن عاديًا، خصوصًا لجيسوس الذي كان يعاني من كابوس ضد الفرنسي لوران بلان مدرب "العميد" يعود إلى الموسم الماضي.

بلان كان أحد أهم الأسباب الرئيسية في فسخ عقد جيسوس مع الهلال، حيث تمكن من التغلب عليه بركلات الترجيح (3-1) في ربع نهائي كأس الملك، إضافة للانتصار في مواجهة الدور الثاني من الدوري (4-1).

وفي نهاية المطاف، توج بلان مع الاتحاد بثنائية الدوري وكأس الملك التي كانت تخضع لحكم جيسوس بالموسم قبل الماضي.

وبالتالي، فإن تفوق المدرب البرتغالي على نظيره الفرنسي، الثلاثاء الماضي، رفقة النصر، أعاد كبرياءه ورد اعتباره أمام الجميع في بداية الرحلة مع "العالمي".

كذلك، واصل جيسوس تكريس عقدة السوبر للاتحاد، بانتصار ثالث في البطولة ذاتها، حيث سبق وأن توج أمام "العميد" بلقبي 2018 و2023 رفقة "زعيم آسيا".

تصفية الحسابات

 

شاء القدر أن يمنح جيسوس فرصة أخرى للانتقام، لاحيث سيدخل الفصل الأخير من راوية السوبر أمام يايسله الذي وجه له هو الآخر ضربة موجعة بالموسم الماضي.

جيسوس لم ينسَ ما حدث له أمام يايسله في الموسم الماضي على المستويين المحلي والآسيوي، حيث تمكن المدرب الشاب من التفوق على العجوز البرتغالي عندما كان مدربا للهلال، في مباراة الدور الثاني (3-2) على أرض الزعيم.

ولم يكتف بذلك، بل حقق المفاجأة الأكبر بإقصاء رجال جيسوس من نصف نهائي كأس نخبة آسيا الموسم الماضي بنتيجة (3-1)، ثم حقق اللقب بنهاية المطاف على حساب كاواساكي الياباني (2-0).

Al Ahli v Al Hilal: Saudi Pro LeagueGetty Images

وبالتالي، فإن جيسوس سيدخل المباراة بغرض الانتقام من يايسله مثلما فعل مع بلان، ولكن مهمته لن تكون سهلة، لاسيما وأن المدرب الألماني متمرس في خوض المواجهات الكبرى بتحضير وتكتيك غير متوقع، فضلا عن رغبة يايسله في تحقيق أول لقب محلي مع الأهلي، وذلك للرد على المشككين في قدراته منذ الموسم الماضي.

السحر البرتغالي

 

بالحديث عن قدرات يايسله في التعامل مع المباريات الكبرى، نجد أنه وضع نفسه كأحد أبرز العقول التدريبية في السعودية، بعقلية ألمانية منظمة، وحسّ هجومي متوازن.

ونجح في تحويل الأهلي إلى فريق منضبط، سريع التحول، وذكي في التمركز، بل بات ينافس الكبار بأسلوب واضح وليس فقط بالأسماء العالمية التي يمتلكها.

فالمدرب الألماني الشاب لديه مرونة كبيرة في الخطط التي يلعب بها وتغيير مستمر في المراكز، ولكن بداية قوة "الراقي" ترتكز على قلبي الدفاع مريح ديميرال وروجيه إيبانيز في إخراج الكرة عبر تمريرات طولية وقصيرة.

لكن ما سيساعد جيسوس على إسقاط يايسله، هو عملية الضغط التي يشكلها على الخط الخلفي، بفضل البرتغاليين رونالدو وفيليكس، حيث شكلا ثنائية رائعة ضد الاتحاد في تبادل الأدوار.

FBL-HKG-KSA-SUPER CUP-NASSR-ITTIHADGetty Images

رونالدو كان الأكثر تسديدا على المرمى ويليه فيليكس، بالإضافة لنجاح "الدون" في صناعة هدف الفوز لمواطنه الذي سجل هدفا ثانية تم إلغاؤه بداعي التسلل.

وبالتالي، فإن كلمة السر في المباراة النهائية، تتمثل في السحر البرتغالي، وهو طريقة جيسوس الهجومية التي تعتمد على مواطنيه رونالدو وفيليكس.