غوغل : ماذا تعرف الشركة عنك وكيف تستخدم هذه المعلومات؟

سبت, 07/26/2025 - 11:34

بدأت شركة “غوغل” كمحرك بحث بسيط عبر الإنترنت، لكنها تحولت على مر السنوات إلى واحدة من أكبر الإمبراطوريات الرقمية في العالم. تحت مظلة الشركة الأم “ألفابيت” (Alphabet)، أصبحت “غوغل” تدير خدمات حيوية يستخدمها الملايين يومياً، مثل بريد “جيميل”، موقع “يوتيوب”، ونظام تشغيل “أندرويد” الذي يُعد الأكثر انتشاراً على الهواتف الذكية عالمياً.

لكن هذا التوسع الكبير في الخدمات ترافق مع قدرة هائلة على جمع البيانات، الأمر الذي دفع الحكومة الأميركية إلى التفكير في تفكيك الشركة، بسبب نفوذها الكبير واعتماد المستخدمين المكثف عليها. فما نوع البيانات التي تجمعها “غوغل”؟ وكيف تُستخدم هذه البيانات؟

أنواع البيانات التي تجمعها “غوغل”

 

 

ad

بسبب تنوع خدماتها، تجمع “غوغل” كماً هائلاً من البيانات، ويمكن تصنيفها إلى 3 فئات رئيسية:

بيانات تتعلق باستخدام الخدمات

تتضمن ما يفعله المستخدم أثناء استخدام الخدمات، مثل سجل التصفح، الرسائل الإلكترونية، مقاطع الفيديو التي يشاهدها، وعمليات البحث التي يقوم بها.

ad

بيانات شخصية

تشمل الاسم، البريد الإلكتروني، اللغة المفضلة، موقع السكن، طرق الدفع، وحتى نوع الجهاز المستخدم، ما يسمح للشركة برسم ملف دقيق عن هوية كل مستخدم.

بيانات من خارج الخدمات المباشرة

يتم جمعها من خلال أنظمة التشغيل مثل “أندرويد” ومتصفح “كروم”، وكذلك من خلال أدوات مثل “المساعد الشخصي” أو تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل “جيميناي”. هذه البيانات قد تشمل الموقع الجغرافي، قائمة جهات الاتصال، التطبيقات المثبتة، وحتى الأنشطة اليومية.

كيف تستخدم غوغل هذه البيانات؟

الهدف الأساسي من هذا الكم الهائل من البيانات هو تحسين فعالية الإعلانات. فـ”غوغل” تُعد من أكبر شركات الإعلانات الرقمية في العالم، وكلما عرفت أكثر عنك، زادت قدرتها على عرض إعلانات مخصصة بدقة عالية، مما يجعل الإعلانات أكثر فاعلية، ويزيد من أرباح الشركة والمعلنين على حد سواء.

لذلك نجد أن الإعلانات عبر “غوغل” تسيطر على سوق الإعلان الرقمي، وتتغلغل في كل مكان: من نتائج البحث إلى “يوتيوب”، وحتى داخل تطبيقات الهواتف المحمولة التي تعمل بنظام “أندرويد”.

هل يمكن للمستخدم رؤية أو التحكم في البيانات التي تُجمع عنه؟

نعم. لأسباب قانونية وتنظيمية، تتيح “غوغل” للمستخدمين إمكانية الوصول الكامل إلى البيانات المخزنة عنهم من خلال إعدادات الحساب، ضمن قسم “البيانات والخصوصية”.

من هناك، يمكن للمستخدم:

الاطلاع على نوع البيانات التي جُمعت.

تحميل نسخة من البيانات.

حذف بيانات محددة أو كل البيانات.

التحكم في الإعدادات المتعلقة بجمع البيانات، مثل إيقاف التتبع أو تحديد مدة لحفظ البيانات تلقائياً.

هل هناك تهديدات حقيقية للخصوصية؟

رغم وجود ضوابط قانونية، إلا أن الحجم الكبير للبيانات التي تجمعها “غوغل” يثير مخاوف متزايدة بشأن الخصوصية والسيطرة الفردية. على سبيل المثال، يمكن للهاتف الذكي المزود بـ”أندرويد” تتبع تحركاتك اليومية، وسجل مكالماتك، وحتى الاستماع إلى الأوامر الصوتية التي قد تُجمع أو تُحلّل جزئياً. كما أن استخدام البريد الإلكتروني و”يوتيوب” يعطي صورة دقيقة عن اهتماماتك، علاقاتك، وسلوكياتك.

لماذا تواجه غوغل ملاحقات قضائية؟

الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أبديا مخاوف متزايدة بشأن سطوة “غوغل” على سوق الإعلانات والبحث، واحتمالية استغلال البيانات لاحتكار السوق. وتشمل القضايا المطروحة إلزام “غوغل” بفتح المجال أمام الشركات الأخرى للإعلان على خدماتها بطريقة أكثر عدلاً وشفافية.

الاعتماد اليومي على خدمات “غوغل” يجعلها جزءاً لا يتجزأ من حياة المستخدمين، لكنه يمنح الشركة قدرة غير مسبوقة على تتبع السلوك وتحليل البيانات. ورغم أن هذه البيانات تُستخدم لتحسين الخدمات وتخصيص الإعلانات، إلا أنها تثير تساؤلات جوهرية عن مستقبل الخصوصية، والحدود التي ينبغي أن تلتزم بها الشركات التقنية الكبرى.

إذا كنت من مستخدمي خدمات “غوغل”، فإن اتخاذ بعض الخطوات البسيطة لحماية خصوصيتك—مثل مراجعة إعدادات الخصوصية بانتظام، واستخدام أدوات منع التتبع—قد يكون خطوة مهمة نحو استعادة بعض السيطرة على بياناتك.