السنغال: في معركة سابقة لأوانها.. الوزير الأول ينتقد الرئيس علنا

جمعة, 07/11/2025 - 22:03

وجّه الوزير الأول السنغالي أوسمان سونكو سهام النقد المبطّن والحاد في نفس الوقت للرئيس باسيرو جوماي فاي.

 

وكشف عن أزمة في رأس السلطة السياسية بالسنغال. 

 

خلاف صامت يطفو على السطح
أعرب سونكو، أمس الخميس 10 يوليو، وخلال اجتماع لحزب "باستيف"، علنًا عن خلافه العميق مع الرئيس باسيرو ديوماي فاي، مشيرًا إلى تصاعد التوتر في أعلى مستويات السلطة قائلا "ما يحدث ليس جيدًا ولا أنيقًا".

وقد تصاعدت الشائعات خلال الفترة حول وجود توترات داخل مؤسسة الحكم بالسنغال وهو ما أكدته تصريحات الوزير الأول وزعيم الحزب الحاكم (باستيف). وقد تحدّث سونكو عن اتفاق بينه وبين الرئيس باسيرو جوماي فاي بحضور رئيس الجمعية الوطنية المالك انجاي ملمّحا إلى أنّ الرئيس لم يحترم مضمون هذا الاتفاق.  

 

اتفاق سري ذو صلة بانتخابات 2029
ولم يكشف سونكو عن مضمون الاتفاقية وصرح قائلًا: "ما قلناه، الله وحده شاهد عليه وهذه الاتفاقية تبقى سريةً وقائمةً على الثقة المتبادلة بين الموقعين".

 

لكنّ سونكو تحدّث عن نشاطات سياسية مُحضّرة لانتخابات 2029 يقوم بها نشطاء هنا وهناك دون أن يُسميَ أحدا.

 

وقال إنّه ذهب للرئيس وطلب منه إيقاف ما يحدث، مضيفا: "هو يستطيع إيقاف ما يحدث الآن متى شاء. أما لماذا لم يفعل ذلك، فهذا سؤال آخر".

 

تلويح بأوراق القوة
وتمسّك سونكو بموقعه كوزير أول قائلا إنه نظريا هو زعيم الأغلبية النيابية في البرلمان، فيما بدا استعراضا للقوّة في وجه الرئيس الذي لا يستطيع مباشرة الحكم من دون أغلبية في البرلمان. وقال: لن أستقيل من منصبي، ولكن عندما يُقيلني الرئيس سأعود إلى منصبي كنائب في البرلمان. 

وقد سبق لسونكو أن أكد عزمه الترشّح لانتخابات الرئاسة في 2029، وذلك بعد الحكم بإدانته من طرف المحكمة العليا في قضية التشهير التي رفعها ضده أحد الوزراء السابقين. وهو حكم يُهدّد حظوظه حيث يمنعه قانونا من الترشّح. 

 

معركة قضائية سياسية
ويرى الأستاذ دمبا كي المتخصّص في العلوم السياسية أن ما يُثير سونكو هو مخاوفه من تكريس جوماي فاي مرشّحا لحزب باستيف في 2029 أو الأقل انقسام الحزب إلى داعمين لترشح فاي وداعميه لترشّحه.

وأضاف، في حوار مع موقع Groupe future média ، أن حكم المحكمة العليا-الذي يُهدّد أهلية سونكو- صبّ الزيت على نار غضب سونكو الصامت منذ أشهر، مؤكدا أن هدف سونكو هو المحافظة على سيطرته على الحزب. 

 

هل يصمد ثنائي سونكو-فاي
وهو ما يؤكد عليه الصحفي ماديامبال ديانيي الذي يعتقد أن نجاح الرئيس جوماي فاي يُفقد سونكو شرعية الترشح لانتخابات 2029 قائلا إن الصراع حول انتخابات 2029 قد بدأ قبل أوانه.

وأضاف أن الرئيس لم يعد أمامه الآن من خيار سوى إقالة وزيره الأول. 

موقع La nouvelle tribune قال "لا تعكس تصريحات رئيس الوزراء مجرد انزعاج شخصي، بل إنها تطرح سؤالاً جوهرياً: كيف يُمكن لرجلين، بخلفياتهما المختلفة، يجمعهما هدفٌ مشترك، إدارة الخلافات الناشئة عن ممارسة السلطة؟".

 

ويُضيف: "في بلدٍ غالباً ما يُختبر فيه الولاء السياسي بواقعية القيادة، يدخل ثنائي ديوماي وسونكو مرحلةً من الاضطراب. فهل سيصمد المشروع السياسي الذي سعيا إليه معاً أمام الطموحات الشخصية والخلافات الاستراتيجية؟". 

يذكر أن الرئيس السنغالي الحالي الذي وصل إلى السلطة في نهاية مارس 2024 كان مرشّحا بديلا لحزب باستيف بعد تعذّر ترشّح زعيم الحزب أوسمان سونكو بسبب قيود قضائية. وقد انتقل جوماي فاي من موقع الرجل الثاني (المرشّح الاحتياطي) في حزب باستيف إلى الرجل الأول في الدولة وسلك سونكو مسارا عكسيا. وقد أبدى الرجلان انسجاما خلال السنة الأولى من حكمهما التي عرفت انتخابات نيابية سابقة لأوانها حصل فيها الحزب الحاكم على أغلبية ساحقة.