
يظن كثيرون أن النوم لساعات طويلة خلال عطلة نهاية الأسبوع يعني حصولهم على الراحة الكاملة، لكن الواقع يثبت العكس، حيث يعود الكثيرون إلى بداية الأسبوع وهم يشعرون بتعب وإرهاق يشبهان من عائد لتوه من رحلة طويلة. فما هو سر هذا التعب رغم النوم الكافي؟ وكيف يمكن للنوم العميق أن يكون الحل الأمثل لاستعادة النشاط والحيوية؟
مراحل النوم وتأثيرها على الجسم
يمر النوم عند الإنسان بأربع مراحل رئيسية تبدأ بثلاث مراحل من نوم حركة العين غير السريعة (NREM)، ثم مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM).
ad
في المراحل الأولى من النوم، تبدأ الوظائف الحيوية مثل التنفس ومعدل نبضات القلب في التباطؤ، وتسترخي العضلات تدريجيًا مع انخفاض حرارة الجسم. تستمر المرحلة الثانية لفترة طويلة، حيث يقضي الإنسان حوالي نصف نومه في هذه المرحلة.
أما المرحلة الثالثة فهي نوم عميق جدًا يتميز بموجات دماغية بطيئة جدًا، وينخفض خلالها النشاط البدني بشكل كبير، ويصعب إيقاظ الإنسان. خلال هذه المرحلة تفرز هرمونات النمو التي تعزز بناء العضلات والعظام، ويُعاد إصلاح الأنسجة، كما يُقوى الجهاز المناعي.
تتبعها مرحلة نوم حركة العين السريعة، حيث يكون الدماغ نشطًا مثل حال اليقظة، وتحدث معظم الأحلام خلالها. وتستغرق الدورة الواحدة للنوم بين 90 إلى 120 دقيقة، وتتكرر من 4 إلى 6 مرات خلال الليل.
ad
لماذا النوم العميق مهم؟
يؤثر قصر مدة النوم العميق أو عدم الحصول عليه بشكل كافٍ على التركيز، الذاكرة، والانتباه، ويزيد من الشعور بالخمول والنعاس خلال النهار. كما يمكن أن يدفع الجسم إلى تناول أطعمة عالية السعرات لتوفير طاقة إضافية.
أظهرت الدراسات أن النوم العميق يلعب دورًا مهمًا في الوظائف الإدراكية وتكوين الذكريات، ويُساعد في تعلم مهارات جديدة. وقد ربطت أبحاث حديثة بين قلة النوم العميق وزيادة خطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن.
كم من النوم العميق نحتاج؟
ينصح البالغون بالحصول على 7 ساعات نوم على الأقل يوميًا، على أن يقضي حوالي 20% من هذا الوقت في النوم العميق، والذي يحدث عادة خلال الساعة الأولى من النوم. مع تقدم العمر، تقل فترة النوم العميق ويزداد الاعتماد على مراحل النوم الأخف.
كيف تعزز نومك العميق؟
حافظ على جدول نوم منتظم: النوم في أوقات ثابتة حتى في العطل يساعد الجسم على تنظيم ساعته البيولوجية ويعزز جودة النوم.
تجنب الضغط على زر الغفوة: فهذه العادة تؤدي إلى تمديد فترة الخمول بعد الاستيقاظ، مما يزيد شعور التعب.
مارس الرياضة بانتظام: النشاط البدني يعزز النوم العميق.
تعرض لضوء النهار صباحًا: يساعد في ضبط الساعة البيولوجية.
تجنب الكافيين بعد الظهيرة: لأنه يؤثر على قدرة الجسم على الدخول في نوم عميق.
النوم ليس مجرد عدد ساعات، بل جودة النوم العميق هي المفتاح الحقيقي لاستعادة النشاط والحيوية. لذلك، لا تهمل أهمية النوم العميق، وابدأ اليوم بوضع عادات نوم صحية تضمن لك راحة حقيقية وجسمًا وعقلًا نشطين.