فيتامين D3 بتقنية النانو يخفف من أعراض التوحّد لدى الأطفال

ثلاثاء, 07/08/2025 - 10:35

كشفت دراسة صينية حديثة عن تطور علمي واعد قد يغيّر أساليب التعامل مع اضطراب طيف التوحّد لدى الأطفال، من خلال استخدام شكلٍ مطوَّر من فيتامين D3 تم تصنيعه بتقنية النانو. الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة شنغهاي جياو تونغ ونُشرت في دورية LabMed Discovery، تشير إلى أن هذا الشكل الجديد من المكمل الغذائي قد يكون أكثر فاعلية من الأنواع التقليدية في تحسين الأعراض السلوكية والمعرفية المرتبطة بالتوحّد.

اضطراب التوحّد: تحدٍ عصبي وسلوكي

اضطراب طيف التوحّد هو حالة عصبية تؤثر في التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل والسلوك، وتظهر أعراضه عادةً خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل. من أبرز هذه الأعراض: ضعف التفاعل الاجتماعي، تأخر النطق، سلوكيات متكررة، ومقاومة التغيير. وتتفاوت شدة الأعراض من طفل لآخر، ما يجعل من الضروري تطوير تدخلات علاجية مرنة وأكثر فاعلية.

 

فيتامين D3 ودوره في دعم النمو العصبي

فيتامين D3 هو أحد أشكال فيتامين D المهمة للجسم، ويُنتج طبيعياً عند التعرّض لأشعة الشمس. وإلى جانب دوره المعروف في دعم صحة العظام والمناعة، تشير دراسات حديثة إلى ارتباطه الإيجابي بصحة الدماغ، لا سيما لدى الأطفال المصابين باضطرابات عصبية، مثل التوحّد. ومع ذلك، فإن امتصاص الجسم للمكملات التقليدية من فيتامين D3 قد يكون محدودًا، ما يقيّد تأثيرها العلاجي.

مكمل نانوي بتقنية متقدمة

ad

للتغلب على هذا التحدي، طور الباحثون مكملًا جديدًا على شكل مستحلب نانوي من فيتامين D3. تعتمد هذه التقنية على تقليص حجم جزيئات الفيتامين إلى مستوى النانومتر، مما يعزز امتصاصه في الجهاز الهضمي. ويتكوّن المستحلب من مكونات طبيعية، منها زيت الزيتون كمذيب، ومادة مستحلبة لمنع انفصال الزيت عن الماء، بالإضافة إلى الجليسرول والفركتوز لتحسين الثبات، مع نكهة المانجو لتحسين الطعم، وماء مقطر مزدوج النقاء.

نتائج الدراسة: تحسّن ملموس في الأعراض

شملت الدراسة 80 طفلًا مصابًا بالتوحّد، تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات. قُسّم المشاركون إلى مجموعتين: الأولى تناولت المكمل النانوي، بينما تناولت الثانية مكملًا تقليديًا، وذلك على مدار 6 أشهر.

وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين تلقوا الشكل النانوي من فيتامين D3 سجّلوا تحسنًا كبيرًا في مستويات الفيتامين بالدم، إلى جانب انخفاض ملحوظ في شدة أعراض التوحّد. كما لوحظ تطور إيجابي في مهارات اللغة، والذكاء الاجتماعي، مقارنة بالمجموعة الأخرى، التي لم تُظهر نتائج سلوكية أو معرفية ملحوظة رغم تحسن مستوى الفيتامين لديها.

خطوة نحو تدخلات غذائية أكثر فاعلية

أكد الباحثون أن تقنية النانو لعبت دورًا حاسمًا في تعزيز امتصاص فيتامين D3، وهو ما ساعد في ظهور تأثيرات علاجية ملموسة على الأطفال المصابين بالتوحّد. ويرى الفريق البحثي أن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو تطوير مكملات غذائية ذكية، يمكن أن تسهم في تحسين جودة حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب المعقد.

مع استمرار الأبحاث حول العوامل المؤثرة في اضطراب طيف التوحّد، يبرز المكمل النانوي لفيتامين D3 كأحد الحلول الواعدة التي قد تُحدث فارقًا في مستقبل التدخلات الغذائية والعلاجية. وإذا ما أثبتت دراسات أوسع نطاقًا فعاليته، فقد يصبح جزءًا أساسيًا من البروتوكولات العلاجية لاضطرابات النمو العصبي.