وكليكس: الجزائر وجهت "بلمختار" لضرب المغرب ورتبت جلسة في موريتانيا

اثنين, 03/21/2016 - 12:16

كشف موقع ويكيليكس المختص في تسريب الوثائق السرية الخميس الماضي الموافق 17 مارس 2016، عن اتفاق سري بين السلطات الجزائرية والقيادي في تنظيم القاعدة الارهابي في بلاد المغرب الإسلامي “مختار بلمختار”، يتجنب الأخير بموجبه تنفيذ هجمات داخل الأراضي الجزائرية ويركز على استهداف المصالح المغربية.

وكان الموقع قد نشر الأربعاء 17 مارس محتوى البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون ، أكثر من ثلاثين ألف رسالة مرسلة وأخرى مستقبلة في الفترة ما بين 2010 و2014.

وبحسب الرسائل التي نشرها الموقع فإن هيلاري كلينتون استقبلت يوم 17 يناير 2013 رسالة سرية من طرف سيندي بلومانتال، المستشار السابق للرئيس بيل كلينتون وأحد المقربين القدماء من هيلاري كلينتون؛ وكانت رسالته تحت عنوان: “آخر تقارير المخابرات الفرنسية حول أزمة الرهائن في الجزائر”، وذلك في أوج أزمة احتجاز رهائن في مجمع الغاز بمنطقة تيغنتورين، جنوب شرقي الجزائر، من طرف مقاتلين تابعين لكتيبة “الموقعين بالدماء” التي يقودها الجزائري مختار بلمختار.

وتقول الرسالة: “بحسب مصدر شديد الحساسية، فإن أشخاصاً لديهم صلات بمسؤولين من المخابرات الخارجية الفرنسية (الإدارة العامة للأمن الخارجي)، يعملون في مالي والجزائر خلال أزمة الرهائن 17 يناير 2013، صرحوا على نطاق خاص بأن حكومة عبد العزيز بوتفليقة تفاجأت وارتبكت بعد الهجمات”.

وتضيف الرسالة: “حسب مصادر مرتبطة بالاستخبارات الخارجية الجزائرية فإن حكومة بوتفليقة عقدت تفاهماً شديد السرية مع بلمختار بعد عملية اختطاف القنصل الجزائري بمدينة غاو (مالي) في غاو شهر أبريل 2012”.

ويقول بلومانتال في رسالته الموجهة إلى وزيرة الخارجية الأمريكية: “تماشياً مع هذا الاتفاق يركز بلمختار في عملياته على مالي، وفي بعض الأحيان وبدعم من الاستخبارات الجزائرية الخارجية، يستهدف المصالح المغربية في الصحراء الغربية”، وفق تعبير الرسالة.

وحول طريقة التعامل مع الهجوم واحتجاز الرهائن، قال بلومانتال في الرسالة التي كانت على شكل تقرير سري إن “المسؤولين الأمنيين الجزائريين كانوا قلقين من أن تقود هجمات 17 يناير 2013 إلى استئناف الحرب الأهلية التي استمرت عشرين عاماً، فتوصلوا إلى ضرورة تسوية الوضع باستخدام القوة المفرطة. وكان هدفهم حسب هذا المصدر، هو القضاء على مجموعة (الموقعون بالدماء) لترسل بذلك رسالة إلى بلمختار وحلفائه”.

مع انتهاء أزمة احتجاز الرهائن وصلت رسالة جديدة إلى بريد وزيرة الخارجية الأمريكية من سيندي بلومانتال، وتحديداً فجر يوم 19 يناير 2013، وكانت الرسالة تحمل عنوان: “الجزائر.. آخر المعلومات الاستخباراتية الفرنسية”، بدت على شكل تقرير يلخص أحداث عملية احتجاز الرهائن في المجمع الغازي.

وتشير الرسالة إلى أن مصدراً “قريباً من القيادات العليا في الجيش الجزائري أعلن أن قادة القوات الخاصة يعتبرون أن المهمة كانت ناجحة”، رغم الانتقادات الواسعة التي واجهتها الجزائر بسب الإفراط في استخدام القوة وتعريض أرواح الرهائن للخطر.

في الوقت الذي قضت فيه القوات الخاصة الجزائرية على كتيبة بلمختار، تقول الرسالة إنه “بحسب مصدر حساس فإن مسؤولين في الاستخبارات الجزائرية يسعون لعقد لقاء سري مع بلمختار أو أحد قادته في الشمال الموريتاني في المستقبل القريب”.

وأضافت الرسالة الإلكترونية أن مسؤولي الاستخبارات الجزائرية “لديهم أوامر بمعرفة الأسباب التي جعلت بلمختار يخرق الاتفاق السري الذي مضى عليه عامان ويشن هجمات داخل الجزائر”.

وأشارت الرسالة الإلكترونية إلى قلق كبير لدى المسؤولين الجزائريين آنذاك، مؤكدة أنهم كانوا “يعتقدون أن هذا الهجوم جزء من عمل متصاعد من طرف القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في شمال وغرب أفريقيا (مدعوم بالاختطاف)، ويخشون من أن يكون الطلقة الأولى في مرحلة جديدة من الحرب الأهلية في الجزائر”.