موريتانيا وغزة: الإغاثة مستمرة ورسالة شكر تصل من الغزاويين وأشهر علماء البلد يرد على شبهات مثارة حول توجيه المساعدات لغزة

ثلاثاء, 04/09/2024 - 08:06

واصل المتبرعون والمحسنون الموريتانيون جهودهم في الأيام الأخيرة من شهر الصيام من أجل أن يمر عيد الفطر المنتظر على الأهالي في غزة وهم في ظرف مقبول من السعادة والأمن وتوفر الضرورات والمستلزمات.

وأوصلت جمعية “وجدان”، أهم الجمعيات الخيرية الميدانية في غزة يوم الإثنين، رسالة شكر من أهالي وعائلات غزة موجهة “للشعب الموريتاني عامة، ولجمعياته الخيرية خاصة، وذلك على جهود المناصرة والمؤازرة التي قدموها لأهلهم وإخوانهم في القطاع”.
وعددت رسالة الشكر المجالات التي شملتها المؤازرة الإغاثية الموريتانية لسكان غزة، حيث ذكرت “سيارات الإسعاف، ومخيمات الإيواء، والمبالغ النقدية، والسلات الغذائية، والإفطارات الرمضانية، والحقائب الطبية، وسقايات المياه الصحية، وغيرها من المشاريع التي استفاد منها عشرات الآلاف في غزة”.
وأعلن المنتدى الإسلامي الموريتاني عن “توزيع مبالغ نقدية خاصة بالعيد على مئات الأسر في غزة وذلك ضمن برنامجه الإغاثي الموسع”.
وأكد المنتدى في بيان له “أنه قام في العشر الأواخر من رمضان الجاري بتوزيع مبالغ نقدية على مئات الأسر في قطاع غزة جامعاً بين توزيع المبالغ النقدية، والمواد الغذائية، والحقائب الطبية، ومراكز الإيواء، والخدمات الصحية، وغيرها”. وأوضح “أن عشرات الآلاف من الأسر في محافظات قطاع غزة الثلاث، استفادت من هذا البرنامج”. وأكد الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني “أن حصيلة حملاته لمناصرة الشعب الفلسطيني خلال العشر الأواسط من رمضان، شملت إفطار 55.000 صائم في غزة، وتوزيع مساعدات نقدية على 3000 من الأسر المتعففة في غزة، إضافة لتوزيع 30500 من الطرود والسلات الغذائية على الصائمين في القطاع، مع تجهيز مخيم جديد مكون من 500 خيمة لإيواء النازحين وإفطار الصائمين”. وتسلم الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني حصيلة تبرعات طلاب كلية العلوم والتقنيات الموجهة “لعون الإخوان والأهالي في غزة العزة”، والتي وصلت إلى مبلغ مليون و342 ألفاً و700 مئة أوقية موريتانية قديمة (حوالي 3400 دولار).
وفي إطار الوقفة الموريتانية المتواصلة مع غزة، رد الشيخ محمد الحسن الددو أشهر علماء موريتانيا، على شبهات مثارة على نطاق واسع حول قضية دعم المجاهدين في غزة، والتي تحدث ناشروها عن عدم جواز نقل الأموال عن فقراء موريتانيا الأقربين لتوزيعها على فقراء آخرين، وعن عدم حاجة الأهالي في غزة للمال، وعن أن المال قد لا يصل لأهل غزة في ظل الحصار المضروب عليهم.
وأكد “أن هذه الشبهات قديمة وليست جديدة، وكنا نسمع البعض يقول إن أهل غزة هم الذين جنوا على أنفسهم، وأن مقاومتهم هي التي جنت عليهم فأشعلت حرباً لا قبل لهم بها وحاربت العالم كله، فلو أنها كفت لما كانت هذه الحرب”. وأضاف: “هذا الكلام هو كلام المنافقين قديماً، قال تعالى: (يا أيها الذي آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا)؛ فالحرب ليست بادئة من السابع أكتوبر في هذا العام، بل منذ 1948؛ وهذه الحرب مستمرة وفصولها مستمرة؛ وطوفان الأقصى إنما هو فصل من فصولها وليس استحداثاً لأمر جديد، وإنما هو مواصلة لجهاد الدفع الواجب الذي يجب على الرجال والنساء وكل من قدر عليه”. وقال: “الإجماع منعقد على أنه يجب على كل بلد من بلاد المسلمين، إذا دهمهم العدو، أن يدفعوا عن أنفسهم وبلدهم ويجب عليهم أن يقاتلوا في ذلك، ويجب على من سواهم أن يمدهم ويساعدهم، فإذا عجزوا عن دفع العدو وجب على من يليهم أن يدفع العدو ويقاتل بنفسه، فإذا عجز أو تخاذل وجب على من وراءه حتى يصل ذلك إلى نهاية الأمة”. وقال: “الجهاد جهادان، جهاد في سبيل الله وجهاد في سبيل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان؛ فإنقاذهم وتخليصهم أمر واجب، والجهاد بالمال مقدم على الجهاد بالنفس، لأنه لا يمكن لأحد أن يجاهد بنفسه إلا إذا كان له مال يجاهد به في السلاح والزاد والراحلة وغير ذلك، فهذه أمور تحتاج إلى مال قدم الله الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أغلب آيات القرآن”. وزاد: “أما الاعتراض في أن هذه الزكاة قليلة أو أننا فقراء لا نستطيع أن نقدم شيئاً، فهو اعتراض على الله الذي شرع هذا؛ فالله لم يكلفنا إلا ما آتانا، فقال “لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها”. “أما الزعم بأن أهل غزة لا يحتاجون للمساعدات، يضيف الشيخ الددو، فكذب محض وافتراء؛ لأن أهل غزة يحتاجون قوت يومهم، أما الاعتراض بأن لدينا أقارب وجيراناً فقراء وأن الأقربين أولى بالمعروف، فهذا كلام في غير موضعه لأن الحاجة لا تزاحم الضرورة: فأهل غزة أصحاب ضرورة، والآخرون أصحاب حاجة”.
وقال: “كذلك الزعم بأن هذه المساعدات لا تصل غير صحيح، فالمساعدات المرسلة تصل إلى المستفيدين منها عبر طرق رسمية تنقل إلى مصر وإلى العريش أو إلى رفح؛ وكذلك ما أرسل عن طرق موثوق بها كالرباط الوطني هنا في موريتانيا أو كالمنتدى الاسلامي في موريتانيا، وكذا ما وصل مباشرة إلى مكتب المجاهدين هنا في نواكشوط”.

عبد الله مولود​

نواكشوط –«القدس العربي»