ولاتة: منزل اهل المرواني بعد ان كان عامرا بطلاب العلم..هذا ما تبقى منه..

هذا ما تبقى من منزل العلامة الشهير المرواني ولد احمادو رحمه الله الداودي نسبا كان عالما تخرج على يديه الكريمتين طلاب في شتى فنون المعرفة وكان نابغة في علوم الحديث النبوي الشريف من ابرز تلامذته العلامة الشهير مؤسس مدارس ابن عامر وعضو الجامعة الاسلامية المرحوم محمد الامين ولد الشيخ ولد ايه والشيخ محفوظ ولد الامين مفتي الاذاعة وصاحب الادعية الرمضانية الشهيرة..وآخرين كثر ..
فهذا ما تبقى من منزل كان يغص بطلاب العلم وطلاب الفتوى وكانت زوجته ( امنا بنت المهدي) رحمها الله عالمة ومشاركة في الدرس تفسيرا وتصويبا وتعليما وكان لها طلابها من الفتيات ويشهد لها الناس بالتضلع في العلم والاخذ بقسط وافر منه..
المنزل تحول الى اطلال ولم يتبقى منه الا بيوت قليلة صالحة للسكن رغم محولات الصيانة الدورية ..
والمنزل مصمم على الطراز الولاتي الخاص او ما يعرف بالهندسة المعمارية الولاتية التي تم تصميمها لتكون مناسبة لكل الفصول في السنة حيث تحظى كل غرفة وكل جزء،بتسمية ولاتية خاصة..
يزور الناس المنزل تلمسا للبركة والتأمل والتفكر في ملكوت الله..
تحفظ هذه الاسرة مكتبة اثرية خاصة بالمدينة حيث تحوي نفائس باذخة من المخطوطات النادرة والفتاوى الشهيرة والبيوع والرسائل اضافة الى عناوين في شتى فروع المعرفة..
خلف الفقيد الغالي ابناء منهم الداه وديدي واختهما تسمى اطفيله رحم الله الجميع وله احفاد نسأل الله ان يطيل في اعمارهم..

لمحة من تاريخ اسرة اهل المروانية العلمائية..

المرواني هو ابن محمد المخطار ولد محمد ولد احمادو الهداجي الجعفري الداودي..عالم امه بنت النفاع ابو عبد المالك الشهير..
هذا العالم الجليل خلف اربعة علماء اولهم احمدو الملقب احميتي والثاني سيدي عيسى مؤلف كتاب الطرة في النحو والثالث المرواني مؤلف شرح اسماء الله الحسنى وهو من القلائل الذين يجيزون في الحديث النبوي وبان امه الذي لم يعقب..
اما سيدي عيسى والمرواني فامهما رقية بنت مرواني ولد اهل ابو العلوشية..واختهما النوارة ..
وفي آخر رمضان في اول القرن التاسع عشر يقال ان امرأة مستهم بالعين فقالت ان في المسجد العتيق وقت الفطور لايوجد الا ابناء محمد المختار العلماء الاربعة وابوهم..فبعد ذلك بقليل سافر احمدو الملقب احميتي الى بيت الله الحرام ومع رجوعه مكث في جمهورية المالي بجانب اخويبت راس الماء وذهب سيدي عيسى الى ابناء عمومته اولاد جعفر بن داوود جنوب باسكنو ب 65 كلم جنوب وبقي المرواني في ولاتة وذهب بانمو الى ابناء عمومته اهل بوردة شرقا على الحدود المالية يدرس القرءان..

علاقة بعض اعلام اهل المرواني بالطريق القظفية..
ويقال ان احمدو الملقب احميتي صوفي قادري والمرواني في بداية حياته شن حملة على الطريقة الصوفية وفي آخر حياته اصبح تيجانيا واما سيدي عيسى بحكم علاقته بابناء عمومته اهل الشيخ محمد الاقظب من المحتمل ان يكون قظفيا بحكم علاقته بالشيخ الدده ولد الشيخ محمد الاقظف آخر من يعطي الورد القظفي من ابناء الشيخ محمد الاقظف..
ولذلك من المحتمل ان يكون سيدي عيسى صوفيا قظفيا ..
وقد قاومت هذه الاسرة روحانيا المستعمر الفرنسي حيث وقعت معركة كلو جنوب باسكنو 85 كلم..
وهي في مالي حاليا ..
وكان المستعمر الفرنسي يبحث عن الدد ولد الشيخ محمد الاقظف القظفي الذي يحرض على قتال المستعمر الفرنسي. مما جعل معركة شرسة ضد المستعمر تقع من طرف افخاذ اولاد داوود الاربعة الجعافرة اولاد زيد اشباهين اولاد علوش اهل بقرة ضد المستعمر..
ويقول المغني:
يوم امجيهم غدرة# ولحكو لامت كلو
وشتقل علوش البقره# واحكم فالي بلو..

فاستشهد من اولاد جعفر بن داوود محمد ولد معيا ولد اكويتي ومحمد الاقظف ولد عبد الله..
ومحمد الاقظف ولد بيه..
مما جعل المستعمر يهتم بمراقبة سيدي عيسى حيث انشا مركز كالا جنوبا ومركز نير شمالا..
لمتابعته .
امااخوه المرواني صحبة اهل أكريباي في ولاتة فقد حرض على قتال المستعمر الفرنسي وحاولوا تشريده من ولاتة لولا تدخل حننه شيخ قبيلة اولاد داوود الذي اثبته في ولاتة...
واما احمدو شرقا كانت له علاقة متينة مع الشيخ ولد سيدي شيخ اولاد داوود الذي كان يساوم المستعمر في النهار ويغدر بهم في الليل..
وفي مقاومته كانت له صلة بمروشت وفهرو امراء الطوارق الذين حاربو المستعمر معه...
نشير الى ان اسرة اهل احمادو الجعفرية الداودية انجبت عددا من فطاحلة العلماء التالية اسماؤهم:
محمد المختار ولد احمادو
احمدو ولد محمد المختار ولد احمادو
سيدي عيسى ولد محمد المختار ولد احمادو
المرواني ولد محمد المختار ولد احمادو.
بانمو ولد محمد المختار ولد احمادو.
محمد الامين ولد احمدو
اطول عمرو ولد احمدو
محمد المختار ولد احمدو
محمد ولد محمد الامين الملقب محمد العالم.
الديه ولد محمد الملقب الديه العالم
الداه ولد محمد الامين الملقب الداه الصغير..
عبد الله ولد محمد الامين.
ومن مؤلفات سيدي عيسى الطرة في النحو والف في طب البشر وطب الحيوان.وللمرواني مؤلفات منها شرح اسماء الله الحسنى واجازة الحديث...
بالاضافة لكتب ومخطوطات لم تجتمع و ما زالت موزعة بين الاحفاد ولم تجد نصيبها من التحقيق والدراسة على الرغم من وجود مكتبة في منزل اهل احماد القديمة في دار اهل احمادة بولاتة..

■محفوظ الجيلاني- كاتب صحفي