بعد ثلث قرن.. استمرار نقاش الموريتانيين حول تقييم انقلاب ولد الطايع

خميس, 12/13/2018 - 15:05
الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع وصل للحكم في موريتانيا يوم 12 - 12 - 1984 عبر انقلاب عسكري، وأطيح به في انقلاب عسكري يوم 03 - 08 - 2005

يوم 12 – 12 – 1984 وصل الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي أحمد الطائع إلى السلطة عبر انقلاب عسكري، سبقته عدة انقلابات وأعقبته أخرى، ورغم أكثر من ثلث قرن على هذا التاريخ إلا أن نقاش الموريتانيين بشأنه يتجدد مع كل ذكرى، كما تشكل مناسبة لإبداء الرأي حول فترة حكم أحد أطول الرؤساء الموريتانيين فترة في الحكم.

 

مواقع التواصل الاجتماعي زادت من حجم النقاش والتفاعل حول الأحداث التاريخية والمتجددة في البلاد، وكان مناسبات الانقلابات موعدا للنقاش.

 

أمس الأربعاء حلت ذكرى للانقلاب الـ34، وصادفت اليوم ذاته الذي وقع فيه الانقلاب، فأثارت الكثير من الحبر على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مثن على ولد الطايع ومستحضر للظروف التي جاء فيها انقلابه، وبين مهاجم له، وواصف فترة حكمه بفترة تمكن الفساد وانتشار القبلية، وشيوع الممارسات غير الأخلاقية في الحياة العامة.

 

كما استعاد بعض المدونين ملفات وصفها بالسوداء في مسيرة الرجل في الحكم التي امتدت لأكثر من عقدين من الزمن، كالأحداث الدموية 1989 – 1990 وتصفية وتهجير الزنوج الموريتانيين، وكاعتقال العلماء والأئمة، وإقامة علاقات مع إسرائيل.

 

فيما ركزت بعض التدوينات على موقف أركان حكمه وداعمي به قبل وبعض الانقلاب.

 

النائب البرلماني محمد الأمين ولد سيدي مولود كتب سلسلة تدوينات بالمناسبة قال في إحداها: "وجد معاوية أكثر من فرصة للإصلاح والانفتاح، وطالبه كثيرون بالحوار، فكانت همسات بطانة السوء أكثر تأثيرا حتى غرق!".

 

وأضاف في تدوينة أخرى: "لغن، الشعر، الوفود، الحفلات، التهديد بالمحاكمات إن لم يترشح، الإشارة للتوريث الخ وذاب كل ذلك في ساعات فهل من مدكر؟"، وختم بتساؤل: "وقبل توديع 12/12 أي من الطبقة التي نهبت بمعاوية وطالبت بتأبيده في السلطة، وقف ضد الانقلاب عليه؟".

 

السفير السابق المختار ولد داهي كتب على صفحته: "1212/12/1984 قضى معاوية ولد الطائع عقدين كاملين رئيسا لموريتانيا سجّلَ إنجازات وباء بإخفاقات.

لولا "سجلُ أحداث 1989 - 1991" وكثيرٌ من "غض البصر عن الفساد" لكانت فترة حكمه إيجابية إجمالا".

 

الأستاذ والإعلامي محمد سالم ابن جد فدون قائلا: "12/12 يَعْبُر مجهولا، لا يُعَبِّر عن أكثر من اتفاق رقمين.. ببلاد أغوى سفهاءها، واستزل حكماءها، إلا من عصم الله {والعاقبة للمتقين}".

 

الكاتب الصحفي سيدي محمد ولد يونس كتب يقول: "رحل ولد الطائع وبقي حصاد حكمه.

استُدرج البلد وتم تقطيعه على موسيقى النشيد الجديد.. وتمت إذابته بآسيد "فسادروفليورك"!!!

موجبو 12/12".

 

الأستاذ والإعلامي الحسن ولد مولاي كتب تدوينة مطولة عن الموضوع تحت عنوان: "12/12 بين سباقها ولحاقها"، بدأها بالقول إنه "لا يختلف شهود مرحلة التدافع العسكري، أن انقلاب 1984/12/12، كان مبعث فرحة عارمة عمت أرجاء الوطن؛ وفي حمياها تنفس الناس الصعداء، وفتحت السجون عن الآلاف من ضحايا الاستبداد الشرس، وخرست أبواق السوء التي جعلت من هيدالة صنما تقدم إليه القرابين، وانطلق الناس إلى همومهم ومشاغلهم ومعاشاتهم، في أمن وطمأنينة بعد أن كان رعب الوشاية والنميمة يلاحقهم حتى في مخادعهم".

 

وأضاف أنه "السيئات ما لبثت أن أطلت برأسها من جديد"، وعدد منها "التمكين للأقارب والمحاسيب وشلة التصيق والتطبيل.. والإصرار على تنظيم أول انتخابات، قبل الترخيص للأحزاب السياسية، فجاءت قبلية خالصة، طبعت الحلقات اللاحقة من المسلسل، ووقف تنفيذ الأحكام القضائية، بما فيها الحدود الشرعية التي كانت قد أدرجت في المنظومة القانونية أيام كرنفالات ما سمي تطبيق الشريعة".

 

وسرد ولد مولاي اعل ضمن هذه "السيئات" "التزوير الفاضح لأول انتخابات رئاسية تعددية يشهدها البلد.. والارتماء في أحضان الصهيونية والدوائر الغربية.. ومحاولة تصفية حركة الوعي الإسلامي، والحملة الإعلامية الكاذبة الخاطئة، والإجهاز على المنظمات الخيرية والمساجد وسجن الأئمة والعلماء".

 

واعتبر ولد مولاي أن نظام معاوية أعاد "بكل تلك الخطيئات، إنتاج حالة مشابهة للتي كانت ذريعة لانقلابه؛ فلما جاء المنقذ استقبله الناس بالورود التي نثروها أمام معاوية، ثم كان وداعهم لفارس 12/12 مشابها تماما لوداعهم لهيدالة من قبله".

 

وختم ولد مولاي اعل تدوينته بالقول: "اليوم وقد أعاد منقذنا من معاوية الحالة نفسها، واشرأبت الأعناق للمنقذ الجديد، فما عساه يكون، يا ترى، وداع الناس لمن أنقذهم من معاوية؟!".

 

أما الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله فتساءل في تدوينة عن حسابه فيسبوك قائلا: "السؤال ينبغي أن يكون: لماذا كل هذا الحنين إلى عهد معاوية...

والذي يجب أن يطرح السؤال هي الأنظمة التي جاءت بعده...

طيب: فرح الكثيرون برحيل ولد الطايع عن الحكم.. واليوم يبكون عهده وفيهم من يتمنى عودته، ويترجاه حتى..

ألا يحتاج الأمر تفكيرا وتحليلا من لدن الحاكمين...؟

لا تلوموا الناس على حنينهم.. لوموا الظروف التي فرضت ذاك الحنين..".

 

المدون محمد ولد الشيخ عبدي كتب قائلا: "هذا الصمت المطبق من طرف مصفّفة الأمس وتابعيهم من الجيل الحاضر هو الذي يجعلني لا أحترم أغلب الموالين لأن موالاتهم لا تدخل في مجال الاقتناع بصاحب الكرسي وإنما بالكرسي نفسه!

#ذكرى_12_12".