الموريتانيون في رمضان :عادات أصيلة وتقاليد راسخة

أربعاء, 05/31/2017 - 05:39

للمجتمع الموريتاني عادات وتقاليد راسخة خلال شهر رمضان، تجسد التدين الفطري وقيم التعاون والمودة والتواصل الاجتماعي وتنم عن مستوى كبير من تمثل مقاصد عبادة الصوم في الاهتمام بالفقراء ومواساة المحتاجين وتعهد الجيران والأقارب بالبر والصلة

وفي شهر رمضان تتعدد المظاهر الاجتماعية والدينية في الصلات بين الناس ،حيث تستعد الأسر الموريتانية لاستقبال الشهر الكريم بشراء مستلزماتها من المواد الأساسية والسلع الرمضانية كالخضروات والتمور ودقيق الحبوب ومعلبات ومسحوق الحليب الذي يعد منه شراب المذق "أزريك" أو منقوع البصام الذي يوحد المائدة الموريتانية في رمضان.

وتراعى السلطات ظروف الصيام من خلال الإعلان عن ساعات دوام تبدأ في حدود التاسعة صباحا وتنتهي في حدود الرابعة مساء .

وتواكب برامج الاعلام الموريتاني رمضان ببرامج خاصة تراعي قدسية الشهر وحرمته وتواكب المحاضرات والفعاليات التي تنظم خلاله. وبمجرد رفع أذان المغرب تتناول الأسرة التمر ومشروب المذق والشاي الأخضر ثم تؤدي صلاة المغرب وتعود مرة أخرى لتناول طعام الإفطار.

أطباق متنوعة

وتمتلئ مائدة الإفطار بالعديد من الأطباق الرئيسية المختلفة منها:"طبق البنافه وهو خضار ولحم، والمخبوزات والحلويات.

وفي وجبة العشاء يكون طبق الكسكس باللحم الطبق المفضل لدى الكثير من الأسر.

أما في السحور فيكون مشروب الرائب أو المذق أو الأرز المسلوق.

وعلى الرغم من تعدد الوجبات وبقائها في إطارها التقليدي، بيد أن الموريتانيين يركزون في رمضان على الوجبتين الشائعتين عند المسلمين.

ويتكون الفطور عند الموريتانيين من التمر والنشا المعد من حبوب متعددة، منها الشعير والقمح والذرة والدخن وغيره.

أما وجبة السحور فتتكون غالبا من الأرز والحليب، أو الكسكس واللحم ، كما أن الحساء وهو من أنواع الحبوب الذرة أو الدخن وأحيانا من الخضروات حيث يسميه البعض "سب " له كذلك حضور كبير في وجبة الفطور بينما يفضل بعض من الموريتانيين تناول الحساء بالحليب، أو يكتفي بشربة من «المذق» بعد تناول الشاي الأخضر عادة.

ومع أن الموريتانيين لا يستعملون أنواع الأشربة المتعددة فإن شراب «ازريك» الذي هو مكون من لبن رائب ممزوج بالماء والسكر، ويستحسن أن يقدم في أوانٍ خاصة هي أقداح من الخشب ويفضل أن يكون من مصادر حيوانية كألبان الأبل مثلا .

وفي السنوات الأخيرة تأثرت وجبات رمضان بوصفات المطبخ المغربي خاصة على مستوى "الشربه" أو التوسع في استخدام البهارات وقد أصبح لها سوق جنب سوق نواكشوط أغلب العاملين فيه من العشابين المغاربة والذين يقصدهم الراغبون في وصفات السمنة أو التخسيس.

تبدأ المساجد في شهر رمضان بعد صلاة العصر بترتيل القرآن الكريم وإقامة الأحاديث الدينية والمواعظ والإرشادات الخاصة بتعاليم الإسلام الحنيف ومبادئ الشهر الكريم، أما بعد الإفطار فتؤدي صلاة التراويح التي لا تتعدى 8ركعات ثم تختم بالوتر ثلاث ركعات ..

وبعد التراويح يعود المصلون لتناول وجبة الفطار الرئيسية ثم الخروج لرياضة المشي فيما ينتظم الشباب داخل الملاعب المغطاة أو في الحواري والساحات العمومية وهم يسهرون على لعب الكرة حتى قبيل السحور.

مراسيم خاصة

وفي ليلة 27 من رمضان تكون صلاة التراويح الأخيرة والتي عادة ما تصحب ببعض العادات كأن يحضر المصلون أواني لينفث الإمام فيها التماسا للبركة ويمضى الكثيرون الليل وهم يصلون التماسا لفضل ليلة القدر.

بعض الشباب في أحياء الضواحي يحاولون تقليد المسحراتي من خلال الإعلام بوقت السحور حيث يجوبون الطرق وهم يحملون في أياديهم أوعية معدنية للنقر عليها من أجل إيقاظ الناس على السحور.

ولا يعرف الأطفال في موريتانيا فانوس رمضان، لكنهم يخرجون إلى الحدائق والشوارع بعد الإفطار، ويمارسون ألعابهم المختلفة، وقد يصحبون والديهم إلى صلاة التراويح .

وهناك عادة "زغبة رمضان " حيث يترك شعر الأطفال دون حلاقة مع اقتراب الشهر الفضيل ثم يحلق مع حلول الشهر الكريم لتحبيب الأطفال أكثر في هذا الشهر وارتباطهم وجدانيا به، كما تؤجل عقود الزواج والأمور الاجتماعية في انتظار هلال شهر رمضان، ولا يرغب الكثيرون في إبرام مثل هذه الأمور في الأشهر التي قبل رمضان لدرجة التشاؤم أحيانا ويسمونها "لكصار".

وفي رمضان تمتلأ باحات المساجد في التراويح ويخرج لها النساء والأطفال مما يضفي أجواء خاصة على ليالي الشهر، فيما يقصد الكثير الأماكن المفتوحة كسور المطار أو الملاعب المغطاة للتريض بعد وجبة العشاء وبالتالي ينشط عمل الملاعب المغطاة في أحياء نواكشوط حيث يسجل فيها الكثيرون مقابل رسوم تصل 5000أوقية كل شهر، وذلك في ظل ندرة الصالات الرياضية المجهزة وكذا الملاعب المفتوحة أمام الجمهور.

في الداخل الموريتاني يواكب الناس ليالي الشهر بسهرات المديح النبوي وبالزيارات العائلية والأخوية فتتعزز الصلات وتقوى العلاقات بين الناس فالشهر بحق هو موسم البر والصلة والإحسان.

التمور فاكهة المائدة الرمضانية في موريتانيا

الشاي الأخضر ونكهة السمر الرمضاني في موريتانيا

موائد إفطار جماعي في رمضان