الاستخبارات الأميركية تتوقع تغييرا جذرياً في المشهد العالمي

ثلاثاء, 01/10/2017 - 08:59

توقع تقرير نشرته الاستخبارات الأميركية الاثنين تغير المشهد العالمي في شكل جذري خلال الأعوام الخمسة المقبلة نتيجة تآكل نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية والنزعات القومية الناجمة عن معاداة العولمة.

 

 

وذكر التقرير أن «هذه الاتجاهات ستتقارب بوتيرة لم يسبق لها مثيل تجعل الحكم والتعاون أصعب، وستغير طبيعة القوة والسلطة المشهد العالمي في شكل جذري».

 

 

ولخصت نتائج الدراسة عوامل عدة ستشكل «مستقبلاً قريباً قاتماً وصعباً» يشهد زيادة جرأة روسيا والصين ونزاعات إقليمية وإرهاباً وتباينات متزايدة في الدخل وتغيراً مناخياً ونمواً اقتصادياً ضعيفاً.

 

 

وصدر التقرير الذي نشر بعنوان «التوجهات العالمية: متناقضات التقدم»، هو السادس في سلسلة دراسات يجريها «مجلس الاستخبارات الوطنية الأميركية»، قبل أسبوعين من تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد السلطة في 20 كانون الثاني (يناير) الجاري.

 

 

وتتعمد تقارير «التوجهات العالمية» تجنب تحليل السياسات أو الخيارات الأميركية، لكن الدراسة الأخيرة ركزت على الصعاب التي ينبغي للرئيس الأميركي الجديد معالجتها من أجل إنجاز تعهداته بتحسين العلاقات مع روسيا وتسوية ساحة المنافسة الاقتصادية مع الصين وإعادة الوظائف إلى الولايات المتحدة وهزيمة الإرهاب.

 

 

ويضم «مجلس الاستخبارات الوطنية» محللين أميركيين كباراً، ويشرف على صوغ تقييمات الاستخبارات الوطنية التي تضم غالبيتها أعمال كل وكالات الاستخبارات وعددها 17.

 

 

وشمل تقرير المجلس مقابلات مع خبراء أكاديميين ومتخصصين ماليين وسياسيين من أنحاء العالم.

 

 

ودرس التقرير التوجهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتقنية التي يرى المؤلفون أنها ستشكل ملامح العالم من الآن وحتى 2035 إضافة إلى تأثيراتها المحتملة، موضحاً أن الإرهاب سيزداد في العقود المقبلة مع امتلاك الجماعات الصغيرة والأفراد «تقتنيات وأفكاراً وعلاقات جديدة».

 

 

وقالت إن الخلافات في القيم والاهتمامات بين الدول ومساعي الهيمنة الإقليمية تقود «إلى عالم (موزع على) مناطق نفوذ»، على رغم إمكان تفادي «حرب ملتهبة».

 

 

وأوضح التقرير أن الموقف يقدم في الوقت نفسه فرصاً للحكومات والمجتمعات والجماعات والأفراد لاتخاذ خيارات قد تفضي إلى «مستقبل أكثر أملاً وأماناً». وأضافت: «كما تشير متناقضات التقدم، فإن الاتجاهات ذاتها التي تولد أخطاراً على المدى القريب قد تنتج أيضاً فرصاً لنتائج أفضل على المدى القصير».

 

 

من جهة ثانية، ذكرت الدراسة أنه بينما ساهمت العولمة والتقدم التقني في «إثراء الأكثر ثراء» وانتشال مئات الملايين من براثن الفقر، إلا أنها أدت كذلك إلى تآكل الطبقات المتوسطة في الغرب وألهبت ردود الفعل ضد العولمة. وتفاقمت هذه الاتجاهات مع أكبر تدفق للمهاجرين في سبعة عقود.

 

 

وقالت الدراسة إن العالم سيستمر في تسجيل نمو ضعيف على المدى القصير في ظل معاناة الحكومات والمؤسسات والشركات للتغلب على آثار الأزمة المالية العالمية.