من نصــــــــدق؟

جمعة, 04/29/2016 - 01:34

( الأغلبية – المعاهدة – المنتدى – الحركات النضالية التحررية – المجتمع المدني)

بتنا حائرين عقولنا تجاوزها المعقول واللامعقول، وتلاشى كل شيء ضاعت تصوراتنا، نفكر نحن الشعب في كل شيء حتى في التحصيل المعنوي والمادي كباقي الشعوب لكننا لا نستطيع الوصول إلى نتيجة مرضية، هذا ما شاهدناه عبر العصور، عشنا فوضية البادية وإباحية المدينة وما خلفنا إلا المنكوب، تعاقبت علينا الأحكام وما ورثنا إلا الضياع والتنكيل، ما اكتشفنا ما أخترعنا ما ابدعنا لكننا نقبنا فهل من محصول؟ صفقنا طبلنا رقصنا على المزامير والطبول هنا بيت القصيد صفق طبل ارقص احمل الرؤساء على المنكبين والرغبة تنال حصتك من الكعكة ( منصب وزاري – إداري إلخ)، كن صاحب قضية وحق تنال عقابك من الحاكم والحاشية من المعاهدة والمنتدى إلخ.

من نصدق من نكذب، تابع الأحداث على ارض الواقع، ستتخذ موقفك أخي المواطن، كما يقال الكذب ليس أسود وأبيض فقط, إذ هناك أنواع عديدة من الكذب , هناك الكذب الملون الذي يستخدمه البعض للحصول على مكاسب غير شرعية بطرق وأساليب ملتوية هم كثر في الوزارات الإدارات حدث ولا حرج الأمثلة جد كثيرة سواء في مؤسسات الدولة والتي هي ملك للشعب المال العام وحتى بعض مؤسسات المعارضة بشقيها ( منتدى ومعاهدة – الحركات النضالية – المحتمع المدني) هذا هو حال الكثرين من ابناء هذا البلد.

أخي المواطن إنتبه وكما يقول المثل ( سال امجرب لا تسال اطبيب) لعبة السياسة كلها اكاذيب، لكن ما يغيب عن هؤلاء الأقلية من المتحايلين على اموال الشعب الأبي الذي ظل يعرف بالجود والكرم والسخاء وحسن الأخلاق ان المشكل ليس في تسامح الأنظمة معهم، بل المشكل الحقيقي والعثرة الحقيقة، ان التاريخ لن يتسامح مع من يكذب على شعبه ووطنه.

اخي المواطن إن البعض من هؤولاء المرتزقة اقول الحق ولا اخاف في الله لومة لائم، جربت السياسة واروغتها جلست مع الرؤوساء حاورت السياسيين الماكرين والصادقين، ناقشت القضايا الجوهرية مع من هم صادقون جادون في نضالهم التحرري ودفاعهم عن القضايا الهامة من كل اطياف المجتمع الموريتاني.. دافعت عن من يستحق الدفاع.. كتبت عن القضايا الوطنية الهامة، لكنني في الآخير إعتزلت من زمان ولله الحمد لكن القلم يبقى يسطر، فوجدت ان جل بل معظم السياسيين يتخذ من الأكاذيب السياسية اداة لإصلاح حاله وحال عياله وقبيلته وحاشيته، بدلا من بذل الجهد في إصلاح حال بلده وشعبه.

 إن السياسيين يصدقون كذبهم، على الرغم من اقتناعهم الكامل بكذبهم، وللأسف ظل هذا الشعب المسكين لا يعرف حقيقة السياسيين في نفس الوقت يرتكب السياسيون جرائم الكذب بأنواعه في حق مواطنيهم، أين أصحاب الخبرات الواسعة والآراء المبتكرة موجودون لكن صاحب الحاجة أعمى، إنتبه عندما يتكلم السياسي ويضع يده على شدقه ويشده تارة هذا معناه ان كذبة ما حصلت، إن السياسي الناجح في إقناع الناس هو الأكثر نجاحا في إظهار اقتناعه الشخصي بما يقول، وكل من يمتلك هذه المهارات يمكن أن يصبح سياسيا لامعا في وقت قصير في الأغلب، لكن مع مرور الوقت وانفضاح بعض الأكاذيب على السياسي أن يكون لماحا وذكيا ومتنبها دائما لما يقول وملتزما بوعوده لقاعدته وشعبيته.

كما قيل الحق يعلو ولا يعلى عليه، إن حقيقة المهتمين بالسياسة الكثير منهم له فضائح مالية وأخلاقية، افتضح بعضها بالفعل ولا زال أغلبها غير معروف عند الناس وخاصة على مستوى القطاعات حدث ولا حرج ( الوزارات، الإدارات، وأخيرا المؤسسات الدستورية كما نشرت بعض المواقع الألكترونية أخيرا).

إن الشؤون السياسية والإقتصادية والتنموية في بلدنا متدنية إلى أقصى حد يا أخي حدث ولا حرج ( ضعف الرواتب، البطالة، إرتفاع اسعار المواد الغذائية، إنعدام الأمن والأمر اخطر واشد إلى اين نحن سائرون إلى :

أزمة سياسية اشد من التي نعيش

جرائم تجارية

إفلاس

إحتكار

إنهيار الدولة

ام إلى بطالة لا حل لها

فقر

كساد

ممارسات تجارية متنازع عليها أخلاقيا

أم إلى عمالة الأطفال

سجن أصحاب القضايا العادلة

إلخ

أم إلى مشاكل تنموية :

العجز عن التوسع في التعليم

تدني المستوى المعرفي في البلد

عدم تطوير الهندسة الإنسانية ك :

تدني مستوى الخدمات الصحية في البلاد حدث ولا حرج من معدات متهالكة حتى وإن كانت صالحة للإستعمال يبقى نقص الكادر البشري القادر على إستخدامها إستخداما جيدا لتقديم نتائج صحيحة غير مغلوط فيها، لذا يصبح المواطن معرض لنقص كفاءة الطبيب وتهالك المعدات الطبية والمخبرية وإنتهاء الصلاحية.

                

 اين الوازع الديني؟ أين القيم الأخلاقية؟ واين الخوف من الله؟ واين نحن من حديث النبي صلى الله عليه وسلم « لاالفقر اخشى عليكم ولكن اخشى عليكم ان تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما اهلكتهم» لوكانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر لكنكم لا محالة ميتون وعلى الله قادمون.

 

وفي الأخير نداء موجه إلى أصحاب العقول الفارغة الذين يقدسون الحكام والمسؤولين كأنهم انبياء أو رسل او حتى أعلى مكانة فهم لايرون اخطائهم أو بالأصح يتغاضون عن اخطائهم لاعتبارهم من المعصومين الذين لايخطئون، فهؤلاء مجرد أناس عاديون يخطئون ويصيبون وبحاجة لمن يريهم أخطائهم وينصحهم حتى تدور عجلة التنمية ويحل مشكل البطالة وتكون هنالك قفزة نوعية حقيقية في كل المجالات ( الصحة المتهالكة، التعليم المتدهور، الإقتصاد المتراجع إلخ طبعا انا هنا لا أقصد الخروج عن الحاكم او عدم طاعة ولي الامر ,بل اتحدث عن النقد البناء ومحاسبة المسؤولين عن أخطائهم أن يكون الشعب على يقظة مما يدور في بلادنا من فساد ممنهج على مستوى المؤسستين النظام والمعارضة إلا من رحم ربك من ثلة من المعارضين وبعض كوادر الدولة الذين عرفوا بخدمة وطنهم ومحبة تطوره، إنهم حقا يحبون الخير  لوطنهم بمواقفهم، وهناك البعض اصبح مطبل ومهلل بسبب وبدون سبب ومن هنا إسمحوا لي أن أذكر  مواقف بعض سياسيي البلد من أوضاع البلد الخطيرة واللائحة تطول :

 

الرئيس : احمد ولد داداه الذي رفض رفضا باتا الدخول في الحوار لأن الصادق يميز بين الصدق والكذب وهذا شرف له كبير بل زاد من مصداقيته لدى الشعب الموريتاني الأبي

الرئيس أعل ولد محمد فال موقفه الواضح التخلي عن السلطلة للرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله والذي شهد له به العالم بأسره و رفضه هو الأخر الدخول في الحوار لخبرته بالعسكر

كما أنه شرف لي كبير ان أهنأ الزعيمين الواقعين وللأسف الآن وراء القضبان كل من:

أستاذي المحترم : ابراهيم ولد بلال ولد رمظان

والرئيس بيرام ولد الداه ولد اعبيد

 بمواقفهم النبيلة والتي في الحقيقة هي شرف لك الشعب الموريتاني لرفضهم الدخول في الحوار وإبدال مواقفهم النضالية مقابل دريهمات لا تغني من جوع.

وجدير بالذكر هنا ان أوجه نصيحة إلى الأخ السعد ولد لوليد ان يتحاشى في الأيام القادمة المساس بالمناضلين الحقيقيين الصامدين في وجه النظام الذي لم يستطيع حل معضلة ما زالت متفشية في المجتمع الموريتاني والدولة لها نصيب الأسد في توطيدها ما منا وإلا يعرف الآخر وحقائقه لذا عليه ان يكون على حذر فبجعبتي الكثير من حقائقه الماضية والحاضرية من 2008-2009 إلى اليوم الذي طرده فيه النظام الحالي والسبب معروف ليلتحق بالخيرة من ابناء الوطن الصادقين ثم يبدأ في مهاجمتهم صحيح ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله : 

 

فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ

وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا

 

إن السؤال الذي يطرح نفسه؟

هل السماح لبعض ضعاف النفوس من السياسيين المطبلين والمهللين الذين يعيثون في الأرض فسادا بسرقة الاموال ونهب العباد دون حتى أن نطالب بمحاسبتهم يدخل في باب طاعة ولي الأمر لا لا أعتقد ذلك ,فالعديد من الحكام والملوك والرؤساء لايعلمون بالفساد المتفشي في بلادهم بسبب بطانتهم الفاسدة وبسبب المطبلين المهللين الذين يؤمنون بعبارةالشعب (غير مهم المهم الحاكم أو الملك بخير) أما في بلادنا فالأمر عكس ذلك ما من كبيرة ولا صغيرة إلا يعلمها الحاكم والمحكوم إلا ان المطبلين هنا يتقنون الدق على الطبول.

إن حجم العطايا الباذخة التي تعطى من المؤسسة العسكرية إسمحوا لي نحن مازلنا تحت وطأة العسكر شئنا ام أبينا هو الحاكم والمتنفذ الوحيد للسياسي البلد المطبلين للنظام من مناصب وزارية وإدارية هو الأمر الذي جعل لهؤلاء الشعراء السياسيين بشكل عام سوقا رائجة في كل زمن.

نعم إن كيل الثناء و المدح لمن ليس له بأهل تؤدي إلى مخاطر عظيمة
و من أخطرها أنها تؤدي لإفساد قلب الرجل و نيته ؛ فما بالك بقلب رئيس الجمهورية و نيته وبعض رؤساء الأحزاب السياسية المعارضة وجيوب الثقة.

 

إن المشكل الحقيقي والجوهري يكمن في البطانة الفاسدة و الحاشية العميلة، فهي السبب الرئيسي من بين أسباب كثيرة في تجبر الحكام و تكبرهم على شعوبهم و المشكلة أن هناك ثقافة شعبية بين العامة واصبحت منتشرة ( أل ابول يمل فم ) فأصبحت ذريعة لدى الكثير من سياسينا ذريعة لنهب الأموال العام بشتى الطرق ورفع المكانة الشخصية على حساب القيم والأخلاق، والطامة الكبرى أن هناك فاسدين لا يعلمون أنهم فاسدون.

 

إن محاولة تقزيم  أشراف الأقوام واصحاب النوايا الحسنة امر غير مقبول وغير شريف, خاصة انهم هم الذين بذلوا الغالي و النفيس في سبيل إخراج هذا الشعب الأبي من ويلات الأحكام المتعاقبة عليه والتي لم يجني منها إلا الويل والضياع، بينما كان و لا يزال الآخرون زاحفين على بطونهم يرتزقون كما يقول المثل الحساني ( أهل اتويميرت متعارفين).

 

من نصدق أخيرا، نصدق أصحاب العقول النيرة، والمواقف الثابتة التي لا يزحزحها تهديد ولا وعيد نعم، و نكذب من وقف في وجه محاربة الدين وعرقلة مسيرات المناضلين المضطهدين نعم نكذبهم، انصدق من وقف في وجه المطالبين بالحرية والعدالة والمساواة لا.

 

وفي الأخير الصداقة الفطرية خير من المكتسبة، هذا ما اود ان اوجههه إلى بعض الأحزاب السياسية الصادقة في نضالها بأن تعود إلى رشدها وان لا تدخل في الحوار إلا بشروط مكتوبة وعليها إجماع الكل وان لا تنسى ان من بين هذه الشروط إطلاق كل سجناء الرأي وخاصة ( الرئيس بيرام ولد الداه ولد أعبيدي، وأستاذي المحترم ابراهيم ولد بلال ولد رمظان)  بدون ان أنسى احدا.

 

محمد ولد رمظان

 

مدير : مركز غزة للتكوين على المعلوماتية- والتجارة العامة

36268696-46961096