سعودي تلقى نبأ وفاة ابنيه في جبهتين متعارضتين يروي تفاصيل مقتلهما

خميس, 08/27/2015 - 20:58

 

الكويت ـ «القدس العربي»: لم يدر ببال السعودي الذي تجاوز عقده السادس أن يكون بطلا لحكاية تجمع بكل جدارة النقيضين من أبنائه، فمحمد الحارثي وجد نفسه أبا للخير والشر معا، فهو والد النقيب ناصر الحارثي الذي استشهد إثر سقوط طائرة عمودية من نوع أباتشي، أثناء أدائه واجب الدفاع عن حدود المملكة من المتمردين الحوثيين المعتدين، على الحد الجنوبي بقطاع جازان، وابنه الثاني الإرهابي المنضم لتنظيم «الدولة الإسلامية» الانتحاري زاهر الحارثي المكنى بـ»أبي بكر الجزراوي» الذي فجر نفسه في العراق.
عن تفاصيل حياة نجليه وموقفه منهما قال محمد الحارثي والد الشهيد ناصر والانتحاري زاهر في مداخلة له على قناة «الإخبارية» السعودية: كان ابني الشهيد ناصر يتمنى دوما أن أكون راضياً عنه، وطالما طلب مني الدعاء له.
وأضاف الحارثي: «كنت دائماً أوصيه بأن يكون وفياً ومخلصاً لدينه ووطنه، أسأل الله عز وجلّ أن يتقبل ابني «ناصر» شهيداً ويدخله جنات النعيم، معبراً عن فخره باستشهاد نجله في ميدان الواجب والشرف، طاعة لقادته ومليكه ومدافعاً عن دينه ووطنه».
وعن نجله الانتحاري زاهر الذي فجر نفسه في عملية انتحارية لصالح «الدولة الإسلامية»، قال الحارثي، إنه لم يكن بينهما اتصال ولا تواصل منذ خروجه من السعودية لمواطن القتال «ولم أعرف وجهته حتى إني علمت بنبأ مقتله ممن حولي الذين يتابعون الأخبار»، مشيراً إلى أن ابنه زاهر أغضبه وأغضب والدته أيضا لخروجه في أمر لم يؤيده فيه أحد، «لكن هذا حكم الله»، على حد تعبيره.
وأشار الحارثي إلى «أن الاثنين الشهيد والانتحاري هما ولداه، لكن هناك من اختطف زاهر منا وغير في أفكاره وتوجهاته القريبة من توجهات أخيه الشهيد ناصر الذي خلف بنتا وحيدة وزوجة حاملا في شهرها الأخير».
ودعا الحارثي للجنود المرابطين على الحد الجنوبي بالنصر وأن يثبت الله أقدامهم في مواجهة أعداء البلاد.
الجدير بالذكر أن أنصار تنظيم «الدولة» زعموا أنهم عرضوا على زاهر تسلم إدارة أحد المستشفيات التابعة للتنظيم في الموصل وإدارته بالكامل وفقا لتخصصه في التمريض والإدارة الطبية، إلا أنه فضل الشهادة على حد زعمهم واختار أن يسجل اسمه في قوائم الانتحاريين. وكان زاهر قد التحق بالتنظيم قبل عامين.
كما زعم أنصار التنظيم أن «زوجة زاهر التي على عصمته في العراق، حبلى في شهرها التاسع، وأنه رفض تأخير دوره في تنفيذ العملية الانتحارية إلى أن تضع مولودها».
الانتحاري زاهر لديه 11 من الإخوة والأخوات، مواليد محافظة بيشة، وحصل على شهادة دبلوم تمريض، وعمل سكرتيراً طبياً في مستشفى الوجه العام في منطقة تبوك