رمظان .. قصة حقيقية مؤثرة

اثنين, 07/13/2015 - 17:11

فاطمة امباركه، امرأة من بمبارة، أختطفتها مجموعة من البجوان من أحد لكصور علي الحدود المالية، كانت عندها في الخامسة والعشرين، أتوا بها الي المذرذرة في ولاية اترارزة،

إستخدموها في الحرائث و رعي الغنم، ظلت علي ذلك ردحا من الزمن، أنجبت رمظان، للأمانة لا أحد يعرف اسم والده،

 

فأطلقوا عليه اسم رمظان ولد فاطمة امباركة،

 

هو الآخر استعبد مع والدته أمام خيمة تلك العائلة التي أختطف والدها فاطمة امباركة،

 

كانوا يسمونهم سوء العذاب، ويكدرون عليهم الحياة وينغصونها،

 

كبر رمظان وأشتد ساعده فهرب علي أسياده،

 

لم يعرفوا إلي مكانه سبيلا ورغم أنه لم يكن بعيدا عنهم، وربما لم يبحثوا عنه خوفا من بطشه،

 

فقد كان قوي البنية ميت القلب،

 

هرب إلي "لكراع لحمر" وتزوج هناك،

 

في تلك الأثناء كانت والدته تعاني الأمرين، عند أسيادها، حتي أصيب ظهرها، فأصبح رأسها ثالث رجليها، من شدة المرض والشيخوخة،

 

ورغم ذلك لم يرحمها أسيادها فظلت تعمل وتعمل وتعمل، علي ضعفها،

 

علم رمظان بذلك، فأخذ عصا قوية، وذهب إلي حيث هي،

 

حينها تعرض له رجال أسياده الذين شق عليهم عصا الطاعة،

 

فتلقفهم الواحد تلو الآخر بالضرب ورماهم أرضا،

 

ثم حمل والداته وذهب الي منزله،

 

بعدها لحطات علم سيدها حيث كان خارج الديار، فجاء اليه،

 

قال بأنه يريد خادمه،

 

أجابه رمظان، إذا كنت ضيفا علي فأهلا وسهلا،

 

وإذا كنت تريد والدتي فأنصحك بأن تغادر، قبل أن أحطم رأسك هنا،

 

استجاب السيد لرغبة العبد السابق، فالشر يتطاير من عيونه ...

 

عاشت فاطمة أمباركة بقية حياتها مع ابنها حتي وافاها الأجل المحتوم،

 

وهو الآن بين الحياة والموت، حيث بلغ الوهن منه ما بلغ،

 

لكن قصته هذه لا يعرفها كثير من الناس،

 

وهي عمل بطولي، في زمن القهر والظلم ودوس كرامة الإنسان.

 

   تدوينة ـ السالك ولد عبد الله