لماذا أدعم ولد احظانا؟

ثلاثاء, 04/21/2015 - 13:23
المهندس الشاعر الشيخ ولد بلعمش

بداية غني عن القول ما أكنه للشاعر الكبير ناجي محمد الإمام من محبة وتقدير يستحقهما فالرجل شاعر مجيد ومتقن لما يقول و أحد عشاق العربية كما أن له من السابقة في الثقافة والأدب ما يفرض على كل منصف إكباره .. أضف إلى ذلك حتمية توقير الكبار الذي هو خلق أصيل .. ولذلك ساءتني مهاجمة الشاعر ناجي قبل أيام من بعض المدونين ففي تقديري الاختلاف حق والاحترام ضرورة.

 

اليوم نحن نقف على أعتاب انتخابات مكتب تنفيدي جديد لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين وحسب ما سمعت فقد ألغيت كل عملية انتساب منذ 2012 .. و الحقيقة أنني لم أطلع على مبررات متخذي هذا القرار لأكون رأيي الخاص به .. ومهما يكن من أمر فإنني أدعو جميع الفرقاء إلى المحافظة على كيان الاتحاد ووحدته والحرص على عدم التنازع والعدول عن أي موقف قد يفشل كل جهد صادق لخدمة الأدب والثقافة.

 

كما تعلمون بالإضافة إلى المرشح ناجي محمد الإمام هنالك الدكتور محمدو ولد احظانا ويقال إن التنافس محصور بين فريقي الشخصيتين الشهيرتين.

 

أسطر هذه الكلمات لأعبر عن دعمي للمرشح محمدو ولد احظانا حتى يكون موقفي واضحا جليا لا لبس فيه ولا توهم بخصوصه.

 

لكن لعل سائلا يسألني لماذا تتخذ هذا الموقف .. و هو سؤال وجيه.

 

فيما يلي سأسوق أسبابي التي جعلتني أتخذ هذا القرار بعد تفكير عميق و تأن و ما أظنه تبصرا و تمحيصا ...

 

1 – بعض الشخصيات الأساسية في فريق ناجي ما فتئت منذ 2011 تقف مع بشار الأسد وملك ملوك إفريقيا الذي وجب الإمساك عنه فقد توفاه ملك الملوك.. و تتباهى بأن الأسد ما زال ''رئيسا'' عنيدا .. ناسية أو متناسية براميل الموت التي أمطرت حلبا و كل المدن السورية و صواريخ سكود وملايين النازحين السوريين الملتحفين ركام الثلج و النائمين على الأرصفة في عواصم الوطن العربي ... طبعا لست غافلا بدوري عن مفرزات الثورة من داعش وخادمين غيرها لمصالح إقليمية ودولية لكن بغضنا للغلاة لا يعني الغفران للطغاة ... الظالم كائن بغيض فليتسم بأي عنوان فكري كان .. هكذا أرى فليعذرني هؤلاء .. و بالتالي فلا أريد أن أصطف مع هذه الشخصيات في أي مشروع كان و جراح الشعوب ما زالت تنزف إلى حد اللحظة ..

 

2 – لهؤلاء رأي في التعريب يقترب عند بعضهم من '' الشوفينية '' فلم تكف عقود ثلاثة لنقد الشعار القديم '' بالدم و اللهيب فرضنا التعريب '' .. و الذي أراه أنه يوم استحوذ العرب على القلوب في هذه الربوع لهجت الألسن بلغتهم ليخدمها الجميع و الأمثلة لا تحصى منذ الحاج عمر الفوتي وصولا إلى الحاج محمود با .. لكن إظهار الصبغة السياسية للثقافة و اللغة يسبب تنفيرا للناس منشأه العتب لا الوقوف الحقيقي ضد الثقافة أو اللغة .. التعريب لا يكون بالتعصب له و إنما بإشاعة روح المحبة و إن أربكنا ما تجيئ به الليالي فلا نصير لنا سوى تفكير أعمق من الحماس ..

 

3 – ربطتني معرفة '' إلى حد ما '' بالمرشح محمدو ولد احظانا و لا مأخذ لي -حتى اللحظة - عليه من جهة الطرح أو السلوك .

 

4 – يصطف مع المرشح احظانا فريق نشط و إخوة مثقفون أنا راض عن أدائهم وجديتهم في العمل الثقافي

 

وفي نفس الوقت يقف مع المرشح ناجي إخوة وأصدقاء ومثقفون لهم مني كل الاحترام

 

6 – حسب رأيي الفريق الداعم لولد احظانا متنوع بينما أغلب فريق ناجي من لون فكري واحد.

 

7 – لست حزينا لقرار رفض انتسابي للاتحاد الذي قرأت عنه في مواقع التواصل الاجتماعي إذ أنه شرفني بأن يذكر اسمي إلى جانب أسماء مبدعة طالما أثارت إعجابي .

 

في النهاية سأنتسب ... إن تم القبول هذه المرة سأصوت لولد احظانا و إن لم يقبل سأكتفي بالدعوة إلى التصويت له و إن كان في العمر متسع سأنتسب يوما للاتحاد أو أشكل مع المرفوضين كيانا أدبيا غير الاتحاد ..

 

تمنياتي بالتوفيق للجميع و كامل المحبة و التقدير للفريقين ..